نجم الدين خليل-حلب/ ايزدينا
أفاد فريق الرصد التابع لمؤسسة ايزدينا في عفرين أن قرية بافلونه/ بافليون الإيزيدية، 15 كم شمال شرقي عفرين، تحولت من قرية إيزيدية إلى قرية إسلامية بالكامل بعد استقدام فصائل المعارضة السورية المسلحة التابعة لما يسمى "الجيش الوطني السوري" وقوات الاحتلال التركي المستوطنين من مناطق سورية أخرى.
وكانت القوات التركية ومسلحي الفصائل العسكرية في الجيش الوطني السوري احتلوا مدينة عفرين في الـ18 من شهر آذار/مارس 2018 في عملية عسكرية سمتها تركيا "غصن الزيتون" والتي تسببت بنزوح وتهجير غالبية سكان منطقة عفرين المحتلة.
وأوضح فريق الرصد أنه سكان قرية بافلون/ بافليون تم تهجيرهم مع بدء العملية العسكرية التي شنتها قوات الاحتلال التركي رفقة مسلحي المعارضة السورية المسلحة الموالية لها، حيث تعرضت القرية لقصف تركي مكثف بسبب موقعها الاستراتيجي.
وأضاف الفريق أنه أغلب سكان قرية بافلونه/ بافليون نزحوا إلى خارج عفرين خوفاً من ممارسات مسلحي المعارضة السورية لاعتناق الكثيرين منهم لأفكار إسلامية متشددة.
وفي الثامن من شهر أيار/ مايو أكد فريق الرصد أن مسلحي "الجيش الوطني" منعوا عوائل إيزيدية من العودة إلى منازلهم في القرية بحجة أنهم "كفار".
وكان فريق الرصد نقل عن مصدر خاص أن 16 عائلة بجميع أفرادها بينهم أطفال ونساء حاولوا العودة إلى القرية ولكن مسلحي فصيل "الجبهة الشامية" لم يسمحوا لهم بحجة أنهم لا يستطيعون العيش مع ما يسمونهم بـ "الكفار وعبدة النار" في إشارة إلى سكان القرية الإيزيديين.
وكانت خمس عوائل إيزيدية عادت إلى القرية بعد احتلالها، ولكنهم تعرضوا للتهجير بعد بضعة أيام نتيجة الضغوطات والازعاجات التي قام بها مسلحي فصيل "الجبهة الشامية" وعوائلهم من الذين يقيمون في منازل المدنيين المهجّرين بعد الاستيلاء عليها، بحسب فريق الرصد.
وأكد فريق الرصد أن مسلحي فصيل "الجبهة الشامية" يمنعون سكان القرية المهجرين من قِطاف محصول الزيتون في أراضيهم، معتبرين إياه نوعاً من الغنائم.
ويقيم حالياً في قرية بافلون/ بافليون مستوطنين من مدينة حمص وإدلب ونسبة صغيرة من بلدة "مضايا" بريف دمشق والذين انتسبوا جميعاً إلى فصيل "الجبهة الشامية" في القرية والتي يتزعمها قائد عسكري يدعى "أبو دجانة" من عائلة "ندوم"، وينحدر من مدينة إعزاز المتاخمة لمدينة عفرين المحتلة.
وأوضح فريق الرصد أن المستوطنين المتواجدين في القرية يعتنق أغلبهم أفكار إسلامية متشددة، وهم أيضاً يمنعون عودة الأهالي الأصليين إلى القرية وذلك بمعرفة قوات الاحتلال التركي التي لا تقدم على فعل أي شيء ينصف سكان القرية الأصليين.
وكان سكان القرية رفعوا طلباً إلى المجلس المحلي المُشكل من قبل السلطات التركية في عفرين بعد احتلالها وذلك للسماح لهم بالعودة إلى منازلهم واستعادة أملاكهم، إلاّ أن المجلس المحلي لم يمنح الموافقة إلاّ لثلاثين عائلة؛ وعدها بأن يتم تسليمهم منازلهم خلال فترة قصيرة ولكن ذلك لم يحصل رغم مرور عدة أشهر.
وتعتبر قرية بافلونه/ بافليون واحدة من 22 قرية إيزيدية في منطقة عفرين، كان يسكنها 350 شخصاً من أبناء الديانة الإيزيدية قبل سيطرة قوات الاحتلال التركي ومسلحي "الجيش الوطني السوري" عليها، ولكن بعد سيطرة الأخيرة عليها لم يبقى فيها حتى شخص إيزيدي واحد، حيث تم تهجيرهم جميعاً ليقيم بدلاً عنهم مستوطنين والذي يقدر عددهم الآن في القرية بحوالي خمسمائة عائلة.
وكان عدد الإيزيديون في منطقة عفرين قبل احتلالها يقارب 35 ألف نسمة وفق احصائيات غير رسمية، إلاَّ أنه ومنذ سيطرة قوات الاحتلال التركي ومسلحي المعارضة السورية على المنطقة في 18 آذار/ مارس 2018 لم يبقى فيها إلا 10 بالمئة منهم فقط.
التعليقات