نادر سليمان-عفرين/ ايزدينا
حصل فريق الرصد التابع لمؤسسة ايزدينا في عفرين على معلومات جديدة وحصرية حول إصابة امرأة بجروح بليغة ليلة الاثنين-الثلاثاء الفائت، بعد محاولة مسلحي "الجبهة الشامية" خطفها من منزلها في حي الأشرفية في مدينة عفرين المحتلة.
وكانت مجموعة مسلحة تابعة لفصيل "الجبهة الشامية" اقتحمت منزل مدني ينحدر من قرية كفرشيل 2,5 كم غربي مدينة عفرين المحتلة، واطلقت الرصاص على رجل وزوجته.
وأوضح فريق الرصد، أن مجموعة تتبع لأمنية "الجبهة الشامية" والتي تعرف باسم "أمنية كاوا" الخاضعة لقيادة مسلحين أحدهما يدعى مصطفى هاشم من بلدة حيان بريف حلب الشمالي، والآخر يدعى سمير جسرية، أرسلوا دورية مؤلفة من ثلاثة سيارات محملة بالمسلحين للهجوم على منزل المواطنة "ليلى عمر بنت أحمد" بهدف خطفها.
وأضاف الفريق أن السبب قيام المجموعة بالهجوم على منزل المواطنة ليلى هو تقديمها شكوى لدى المحكمة في مدينة عفرين المحتلة، على مسلح ينتمي لفصيل "الجبهة الشامية" يدعى محمد الموسى والمعروف باسم "أبو الفداء" والذي يستولي على منزلها منذ ثلاث سنوات.
وأشار الفريق أن محكمة عفرين والقيادي في "لجنة رد الحقوق والمظالم" المدعو عبد العزيز سلامة والمعروف باسم "أبو جمعة" أصدروا قراراً، الاثنين الفائت، بإخلاء المنزل وتسليمه إلى مالكته ليلى عمر، وأن مسلحي "الجبهة الشامية" حاولوا خطفها لتلفيق تهمة لها وسجنها وطلب فدية مالية من زوجها وإجبارها على العدول عن استلام منزلها المستولى عليه.
وحول التفاصيل الجديدة، ذكر الفريق أن مجموعة الأمنية التي يقودها المسلح مصطفى بكور من قرية عينجارة بريف حلب الغربي، هي من هاجمت المنزل منتصف الليل وكسرت الباب ودخلت إليه بالقوة، واعتدت بالضرب على ليلى وزوجها وعندما عجزوا عن خطفها، اطلقوا عدة طلقات نارية داخل الغرفة ما أدى لإصابة الزوجين، حيث كانت إصابة الزوج خفيفة، فيما أصيبت الزوجة بجروح بليغة في ساقها وتسبب ذلك بنزيف حاد لها، فتم نقلها على إثر ذلك إلى المشفى العسكري "مشفى الشهيد فرزندا العسكري سابقاً" في مدينة عفرين المحتلة.
وقال الفريق إن إدارة المشفى قررت نقل الزوجة المصابة إلى تركيا بسبب خطورة وضعها الصحي، ولكن زوجها رفض نقلها وأصرَّ على بقائها في أحد مشافي عفرين خوفاً على حياتها، فتم نقلها إلى مشفى "ابن سينا" لمعالجتها، وأدخلت إلى غرفة العمليات فوراً ليتم إجراء عملية جراحية لساقها.
وتابع الفريق أن عدة شرايين رئيسية في ساق الزوجة أصيبت، ما أفقدها الكثير من الدماء وأصبحت حياتها مهددة بالخطر، ولكن بعد عدة ساعات استقرت حالتها الصحية، إلى أن هناك احتمال عدم تمكنها من السير بشكل طبيعي مرة أخرى بحسب الأطباء.
ونوه الفريق أن المدعو محمد الموسى هو من أقرباء مسؤول "الشرطة العسكرية" في عفرين العقيد محمد حمادين والمعروف باسم "أبو رياض"، وأنهما ينحدران من قرية "أم الكراميل" في ريف حلب الجنوبي، حيث يعملون معاً في الاستيلاء على منازل المدنيين الكُرد المهجرين من عفرين.
وأكد الفريق أن المدعو محمد الموسى كان يستولي على أربعة منازل عائدة للمدنيين الكُرد، منه منزل المواطنة ليلى عمر الواقع قرب مدرسة "سليمان الحلبي" المعروفة باسم "المدرسة السوداء".
وأشار الفريق أن المجموعة المسلحة بعد إسعاف المواطنة ليلى عمر لم يخرجوا من منزلها، وإنما قاموا بوضع عدة أكياس من الحبوب المخدرة في منزلها، والادعاء كذباً بأنهم عثروا عليها في المنزل وأنهم اقتحموا المنزل بموجب موافقة رسمية من المسؤول الأمني العام في فصيل "الجبهة الشامية" والمسؤول عن أمنية قرية "كفرجنة" المدعو "أبو علي نداف"، رغم أن السبب الحقيقي هو الانتقام من المواطنة ليلى.
الجدير بالذكر أن فصائل المعارضة السورية المتشددة الموالية لقوات الاحتلال التركي، تمارس الانتهاكات بحق المدنيين، حيث تقوم تلك الفصائل باختطاف وتهديد وقتل المدنيين في منطقة عفرين، ويتم تعذيب بعض المعتقلين بشكل وحشي ومن ثم إطلاق سراحهم بغية ترهيبهم وتهجيرهم من عفرين وذلك لدوافع قومية تارة ودينية تارة أخرى.
التعليقات