ليلوز بدري- قامشلو / ايزدينا
قالت المنسقة العامة لمجلس المرأة السورية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، لينا بركات، إن اعتراف إقليم كتالونيا بالإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، ربما يكون بارقة أمل وبداية قطرة من الغيث، لسماع اعترافات دولية أوروبية أخرى بالإدارة الذاتية، وقبول الحل المطروح من قبل الإدارة الذاتية للأزمة السورية.
ويوم الأربعاء الفائت، اعترف البرلمان الكتالوني بالإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا، ككيان سياسي، بموافقة ثمانين برلمانياً من أصل 129، فيما وافق في الجلسة نفسها، 111 برلمانياً على إقامة علاقات اقتصادية مع الإدارة الذاتية.
وأضافت بركات في تصريح، لموقع ايزدينا، أن الإدارة الذاتية قدمت نموذجاً لحل الأزمة السورية بشكل كامل، وهو مالم يطرحه أي طرف آخر في سوريا سواء أكانت الحكومة السورية أو المعارضة.
وأشارت بركات إلى أن الأزمة السورية التي بدأت منذ عام 2011 دخلت في نفق مظلم، وأن المجتمع الدولي والقوى والأطراف الإقليمية والدولية من الأطراف الضامنة والمساعدة لم تساهم حل هذه الأزمة؛ بل على العكس عملت على تكريس تلك الأزمة وتفاقمها أكثر من خلال دعم بعض الأطراف والجهات التي لا ترغب بإيجاد الحل الأمثل للأزمة السورية.
ولفتت بركات إلى أن اللجنة الدستورية تحاول إعادة العمل عبر عقد العديد من المؤتمرات سواء في مسار جنيف أو آستانا أو سوتشي، وأن الجهتين الروسية والأمريكية هما في صراع دائم لتقوية نفوذهما في المنطقة.
وذكرت بركات أنه تم طرح حل بديل يعتبر الحل الأمثل للأزمة السورية، والذي يتمثل بكيان الإدارة الذاتية كحل لجميع السوريين وليس حلاً لشمال وشرق سوريا فقط.
وقالت المنسقة العامة لمجلس المرأة السورية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، إن الظروف سمحت بأن تثبت الإدارة الذاتية نفسها ككيان فعال في شمال وشرق سوريا، ولكن التعامل مع الإدارة الذاتية من قبل الأطراف والجهات الخارجية كان فقط من الناحية العسكرية والتي تمثلها قوات سوريا الديمقراطية، مضيفةً أنه كان لابد من الاعتراف بالإدارة الذاتية والتعامل معها سياسياً وفي المسارات المتعددة لحل الأزمة السورية.
وأضافت بركات أنه لوحظ الاهتمام الكبير بالمشاورات الدبلوماسية من العديد من الجهات الأوروبية في الفترة الأخيرة، مع انطلاق حملة واسعة النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب الاعتراف بالإدارة الذاتية، والذي كان بمثابة ضغط على المجتمع الدولي.
وأوضحت بركات أن مشروع الإدارة الذاتية هو الحل الأمثل والمنقذ لسوريا، وخاصة أن الشعب السوري وصل إلى مرحلة من الانهيار في معظم جوانب الحياة وعلى كافة الأصعدة والمستويات.
بدوره قال ممثل مؤسسة إيزدينا في إسبانيا، مم حصاف، إنه لا بد من التوجه بشكر للسياسيين والنشطاء من أصدقاء الشعب الكردي في كتالونيا، على الجهود الجبارة خلال السنوات الماضية والتي ظهرت ثمارها خلال الأيام الفائتة تحت قبة البرلمان الكتالوني.
وأضاف حصاف أن هذا الاعتراف هو خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح وانتصار دبلوماسي لمنطقة "روج آفا".
وأشار حصاف إلى أن هذه الخطوة تعتبر انعكاساً إيجابياً على خطط الدعم الشعبي والرسمي لـ "روج آفا"، والذي نادى به برلمان الإقليم، لافتاً إلى أن يتأمل وصول مشاريع تنموية للمنطقة بدعم من إقليم كتالونيا قريباً.
وأوضح حصاف أن تصريحات السياسيين القائمين على إصدار هذا القرار هي خطوة أولى مشجعة ودافعة إلى المزيد من العمل والتطوير في مناطق الإدارة الذاتية على الصعيد الداخلي، والسعي وراء الحصول على اعترافات أخرى ليس من برلمانات إقليمية وحسب؛ بل من دول التحالف التي شاهدت تضحيات الكرد بأم عينها في مناطق "روج آفا"، مشيراً إلى أنها رسالة واضحة وصريحة للجهات الإقليمية المعادية التي تتربص بمناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا شراً.
يذكر أنه تم تقديم مشروع القرار في ١٩ تموز/ يوليو الفائت، وهو اليوم الذي بدأت فيه ثورة "روج آفا" عام 2012، وتم التصويت والموافقة علية في اليوم نفسه الذي تم فيه إعلان تحرير الرقة من تنظيم داعش وهو يوم 20 تشرين الأول/ اكتوبر من عام 2017.
التعليقات