شيروان عبدو- عفرين/ ايزدينا
يستمر مسلحو "اللواء 112" التابع لما يسمى الجيش الوطني السوري، بممارسة الانتهاكات بحق المدنيين في ريف مدينة عفرين، منذ احتلال المنطقة من قبل الجيش التركي رفقة فصائل المعارضة السورية الموالية لها في 18 آذار/ مارس 2018.
وتجري هذه الممارسات والانتهاكات بحق المدنيين بأمر مباشر من المدعو أسامة رحال والذي يلقب بـ "أوباما" ويشغل منصب القائد العسكري العام في "اللواء 112".
تفاصيل عن قائد اللواء 112
حصل فريق الرصد التابع لمؤسسة ايزدينا في عفرين، على معلومات عن المدعو أسامة رحال الذي ينحدر من قرية "معللي" التابعة لمنطقة جبل الزاوية في محافظة إدلب، وهو من مواليد 1990، وكان يعمل مع عائلته ذات الحالة المادية شبه المعدومة في الزراعة، ولكنه مع بدء الأحداث في سوريا عام 2011، شكَّل مجموعة مسلحة "قطاع طرق" وبدأ يخطف المدنيين على أوتوستراد حلب - اللاذقية ليحصل من ذويهم على فديات مالية، وركز في الخطف على المناطق التي يسكنها أبناء الطائفة العلوية، بتهمة "شبيح لدى النظام السوري".
وأضاف الفريق أنه وبعد كثرة الشكاوى بحق رحال، لاحقته "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) ولكنه تمكن من الهروب إلى الأراضي التركية ومنها لجأ إلى ألمانيا.
عودة المدعو رحال إلى سوريا
وحصل فريق الرصد على معلومات حصرية تفيد بأن المدعو أسامة رحال عاد إلى سوريا بعد ورود الأنباء عن نيّة تركيا الهجوم على منطقة عفرين، حيث قدم إلى سوريا وأسس "اللواء 112" رفقة صديقه عبدالكريم قسوم، واستلم منصب القائد العسكري العام في اللواء فيما استلم قسوم منصب القائد العام للواء.
وأضاف الفريق أن "اللواء 112" هاجم منطقة عفرين واحتل كل من القرى التالية التابعة لناحية موباتا/ معبطلي وهي "دوميليا/ الأمسية، وبعدينا/ بعدنلي نحو 20 كم شمالي غربي عفرين، وخازيانه جورن/ خازيان فوقاني، وخازيانه جيرن/ خازيان تحتاني نحو 18 كم غربي عفرين".
انتهاكات المدعو رحال
أجبر المدعو أسامة رحال فتاة كُردية من سكان قرية خازيانه جورن/ خازيان فوقاني على الزواج منه، ولكن لم يتسنى لفريق الرصد الحصول على اسمها وذلك لقيام المسلح بتهديد ذويها تحت السلاح بعدم الإفصاح عن ذلك، وبعد الزواج من الفتاة لمدة شهر فقط طلقها وأعادها إلى منزل ذويها.
كما أشرف رفقة نائبه المدعو عباس سرجاوي والذي يعرف باسم "أبو أحمد" على تعذيب مدني يدعى محمد حبش والذي ينحدر من قرية بعدينا/ بعدنلي بغية إجباره على التنازل عن معصرته التي يملكها في القرية، حيث فقد المدني حياته جراء التعذيب الذي تعرض له.
كما قام المدعو أسامة رحال بتحطيب الأحراش الواقعة في قريتي خازيانه جورن/ خازيان فوقاني، وخازيانه جيرن/ خازيان تحتاني ومحيطهما، ونقلها إلى محافظة إدلب، وهو ينقل سنوياً ما لا يقل عن 150 طن من الحطب ويبعها هناك.
واستولى رحال على أكثر من ألفي شجرة زيتون تعود ملكتيها لسكان القرى التي يسيطر عليها "اللواء 112".
كما استولى على منزل المدني حبش حبش بطال المهجّر من قرية دوميليا/ الأمسية، وافتتح فيها معصرة للزيتون بقيمة 50 ألف دولار أمريكي (ما يعادل 175 مليون و500 ألف ليرة سورية) وأجبر سكان القرية تحت تهديد السلاح والاعتقال بعصر محصولهم لديه.
واستولى المدعو رحال أيضاً على بئر ماء في قرية دوميليا/ الأمسية، كانت منظمة "القلب الكبير" قامت بتأهيله والتكفل بمصاريف المضخة فيها لاستخراج المياه لسكان القرية، لكن المدعو رحال جعلها خاصة لمعصرته ومنع المدنيين من الاستفادة منها بشكل كامل.
انتهاكات اللواء 112
أجبر مسلحو "اللواء 112" السكان الكرد في قرية دوميليا/ الأمسية، على دفع مبلغ 3500 ليرة سورية شهرياً بحجة بناء خزان مياه الشرب في القرية رغم أن منظمة "القلب الكبير" كانت تكلفت بدفع كامل مصاريف بناء خزان مياه الشرب في القرية، كما أجبروا أصحاب كل بقالية أو محل تجاري بالقرية في شهر تموز/ يوليو 2021 على دفع مبلغ 100 ليرة تركية (ما يعادل 36 ألف ليرة سورية )، لبناء معهد لتحفيظ القرآن والسنة النبوية للأطفال تحت مسمى "معهد الإمام النووي لتحفيظ القرآن".
واعتقل عناصر "اللواء 112"، الشاب عبدالله علو من منزله في قرية دوميليا/ الأمسية بتاريخ 15 تموز/ يوليو 2021, بشكل تعسفي دون أي تهمة، وذلك بسبب تركيبه شبكة انترنت في القرية، حيث كانت توجد في القرية شبكة واحدة تعود إلى أحد المستوطنين المدعومين من قادة "اللواء 112".
كم قام مسلحو "اللواء 112" باعتقال مختار قرية دوميليا/ الأمسية "أحمد علو" فور عودته من اجتماعه مع ما تسمى بـ "لجنة رد الحقوق والمظالم"، في بلدة راجو بتاريخ 1 أيلول/ سبتمبر 2021 بسبب تقديمه شكوى حول ممارسات "اللواء 112" الذي يحتل قريته.
كما اعتقل عناصر اللواء، المسن محمد حبش (70 عاماً) من قرية بعدينا/ بعدنلي 19 كم شمالي غربي عفرين المحتلة، نهاية شهر حزيران/ يونيو الفائت، بتهمة إرساله حوالة مالية إلى مدينة الحسكة، ومن ثم تم إطلاق سراحه بعد اعتقاله مدة 24 ساعة وذلك بعد تحصيل مبلغ مالي منه.
وكما قام مسلحو اللواء بإخراج عائلة أحمد علو ووالدته من منزلهم في قرية دوميليا/ الأمسية في 27 حزيران/ يونيو الفائت وتوطين عائلة شخص يدعى حسن قسوم بدلاً عنهم، وهو من أقرباء القائد العسكري في اللواء 112 والذي يدعى عبد الكريم قسوم المعروف باسم "أبو جمال".
وأيضاً تستر مسلحو "اللواء 112" على المستوطن محمد الحموي والذي ينحدر من مدينة صوران 18 كم شمالي محافظة حماة، ويقيم في قرية بعدينا/ بعدنلي التابعة لناحية راجو، بعد سرقته دراجة نارية تعود للمدني جميل تنبل في 20 حزيران/ يونيو الفائت، وتم اتهام نجله بسرقتها بغية الضغط عليه لسحب شكواه ضد المستوطن محمد الحموي، حيث رضخ تنبل بعد يوم من اعتقال ابنه وقرر سحب الشكوى.
الجدير بالذكر أن الاستخبارات التركية وفصائل المعارضة المتشددة الموالية لها، تقوم بممارسة الانتهاكات بحق المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها، حيث تقوم باختطاف وتهديد وقتل المدنيين، لدوافع قومية وعنصرية متشددة، إضافة إلى قيامهم بإحداث تغيير ديمغرافي في المنطقة عبر تهجير السكان الكرد والاستيلاء على منازلهم بالقوة.
التعليقات