شيروان عبدو-عفرين/ ايزدينا
يعمد مسلحو المعارضة السورية الموالين لقوات الاحتلال التركي وأقربائهم وعائلاتهم إلى شراء السلع والمواد الغذائية من أصحاب المحلات التجارية بالدين، في ريف عفرين المحتلة، ثم يتهربون من دفع ديونهم، في عمليات يصفها السكان بالنصب والاحتيال وخاصة على أبناء المكون الكُردي.
وأفاد فريق الرصد التابع لمؤسسة ايزدينا في عفرين أن مسلحي "اللواء 112" التابع لما يسمى "الجيش الوطني السوري" وأقربائهم ينصبون على المدنيين الكُرد من أصحاب المحلات التجارية "البقاليات" في قرية بعدينا/ بعدنلي 19 كم شمالي غربي عفرين المحتلة عبر شراء المواد الغذائية والخضروات بالدين ثم التهرب من دفع ثمنها بحجة تدهور سعر صرف العملة التركية.
ووصل إلى فريق الرصد مقطع صوتي انتشر بين سكان القرية لأحد أقرباء المسلحين ويدعى "أبو عمار القريتين" وهو يقول بأنهم لن يدفعوا أية ديون مترتبة عليهم إلى أصحاب المحلات في القرية، داعين إياهم إلى تمزيق دفاتر الديون.
وأشار الفريق أن أغلب المحلات التجارية في القرية أغلقت أبوابها منذ يوم الخميس الفائت، لعدم دفع المسلحين وأقربائهم من المستوطنين الديون المترتبة عليهم، حيث لم يعد بإمكان أصحاب المحلات التجارية إحضار مواد وسلع جديدة لعدم توفر المال لديهم بسبب كثرة ديونهم في ذمة المسلحين وأقربائهم.
وكان أصحاب المحلات التجارية في قرية بعدينا/ بعدنلي وهم كل من "حسين تنبل، حنان خليل حنان، محمد حسن شعبان، عصام شعبان، صلاح محمد شعبان"، تقدموا بشكوى رسمية في شهر تموز/ يوليو الفائت، لدى قيادة "اللواء 112" ضد عناصر اللواء الذين يأجلون دفع الديون المترتبة عليهم والتي وصلت قيمتها إلى 100 ألف ليرة تركية (ما يعادل 37 مليون ليرة سورية آنذاك) مما دفع بقيادة اللواء 112 بدفع مبلغ 200 ليرة تركية فقط (ما يعادل 75 ألف ليرة سورية آنذاك) لكل صاحب محل تقدم بشكوى من أجل إسكاتهم، على أن يتم دفع المبلغ المتبقي لاحقاً على فترات، بشرط أن يستمر أصحاب المحلات ببيع المواد والخضروات للعناصر بالدين.
وكان مسلح يدعى مجد الكفرومي والذي ينحدر من ريف محافظة إدلب، تهجم على المدني حسين تنبل وهو صاحب بقالية في قرية بعدينا/ بعدنلي، بكلمات نابية وهدده بالاعتقال، في شهر تموز/ يوليو الفائت، لرفضه بيع الخبز له بالدين بسبب تراكم ديونه التي وصلت إلى 3000 ليرة تركية (ما يعادل مليون و 125 ألف ليرة سورية آنذاك).
يذكر أن مسلحي "اللواء 112" التابعين لما يسمى "الجيش الوطني السوري" يقومون بالتضييق على سكان قرية بعدينا/ بعدنلي 19 كم شمالي غربي عفرين وسكان قرية دوميليا/ الأمسية 20 كم شمال غربي عفرين المحتلة، لدوافع قومية عنصرية بهدف تهجير سكان القريتين من منازلهم وتوطين أقرباء لهم فيها، وينحدر أغلبهم من قرية "كفر بطيخ" التابعة للريف الجنوبي لمدينة سراقب في محافظة إدلب.
الجدير بالذكر أن الاستخبارات التركية وفصائل المعارضة المتشددة الموالية لتركيا، تقوم بممارسة الانتهاكات بحق المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها، حيث تقوم باختطاف وتهديد وقتل المدنيين، لدوافع قومية وعنصرية متشددة، إضافة إلى قيامهم بإحداث تغيير ديمغرافي في المنطقة عبر تهجير السكان الكرد والاستيلاء على منازلهم بالقوة.
التعليقات