زين العابدين حسين-حلب/ ايزدينا
غابت أجواء احتفالات عيد رأس السنة الإيزيدية، الذي صادف أمس الأربعاء، لدى الإيزيديين المتبقين في منطقة عفرين المحتلة وذلك للعام الخامس على التوالي، بسبب التخوف من الفصائل الراديكالية داخل ما يسمى "الجيش الوطني السوري".
وقال نادر علي (وهو اسم مستعار لمدني إيزيدي يسكن في ريف عفرين المحتلة) إن بعض العائلات الإيزيدية احتفلت بالعيد المقدس لديهم سراً، مثل السنوات السابقة التي تلت احتلال المنطقة، خشية من تلفيق التهم لهم واعتقالهم بسبب ممارسة معتقداتهم الدينية.
وأضاف علي أن الاحتفال لدى العائلات الإيزيدية في عفرين اقتصر على زيارة بعضهم بعض بأعداد قليلة مع المحافظة على عدم التجمعات بشكل كبير في أي منزل، خشية من مسلحي "الجيش الوطني السوري" الذين قد يتهمونهم بسبب هذه الاحتفالات.
![]() |
صورة نشرتها وكالة فرات للأنباء التابعة للمعارضة السورية |
ونشرت بعض الجهات الإعلامية التابعة لفصائل المعارضة الموالية لقوات الاحتلال التركي، صوراً لبضعة أشخاص رفقة شيخ الإيزيديين في ريف عفرين المحتلة، بهدف إيهام الرأي العام بأن الإيزيديين لديهم الصلاحية في الاحتفال وليس هناك أية عوائق تواجههم.
إلى ذلك أفاد الإداري في مكتب العلاقات باتحاد الإيزيديين في عفرين، مصطفى نبو، لموقع ايزدينا، أن الفصائل الراديكالية في "الجيش الوطني السوري" عمدت ومنذ سيطرتها على عفرين، إلى تضييق الخناق على الإيزيديين المتواجدين في عفرين عبر منعهم من ممارسة شعائرهم الدينية أو الاحتفال بالمناسبات والأعياد الخاصة بهم، بهدف محو ملامح الديانة الإيزيدية عن القرى ذات الغالبية الإيزيدية في المنطقة.
الإداري في مكتب العلاقات باتحاد الإيزيديين في عفرين، مصطفى نبو
وأضاف نبو أنه نتيجة التهجير والتضييق الممنهج الذي قامت به قوات الاحتلال التركي رفقة مسلحي المعارضة بحق أبناء الديانة الإيزيدية لم يبقى منهم في عفرين إلاّ أقل من 2000 نسمة فقط؛ أغلبهم من كبار السن، رغم أن عددهم قبل احتلال المنطقة كان يتراوح بين 25 و30 ألف نسمة، وكانوا يتوزعون في 23 منطقة بين "قرية وبلدة ومركز مدينة".
وأشار نبو إلى أن التضييق على الإيزيديين في منطقة عفرين المحتلة لم يقف عند حد منعهم من ممارسة شعائرهم الدينية بل تعدى ذلك إلى تهجير قرى إيزيدية بأكملها مثل قرية بافلون/ بافليون التابعة لناحية شرا/ شران، إضافة إلى تدمير مزاراتهم ومحاولة إجبارهم على اعتناق الدين الإسلامي كما حصل في قرية قيبار/ الهوى التابعة لمركز مدينة عفرين.
وقال نبو إن اتحاد إيزيدي عفرين استطاع توثيق تخريب وتدمير 16 مزاراً دينياً إيزيدياً حتى الآن.
ولفت الإداري في اتحاد الإيزيديين أنه لم يتم الاعتراف بهم كديانة مستقلة عن باقي الديانات الأخرى إلا في عهد الإدارة الذاتية الديمقراطية التي اعترفت بهم كديانة رسمية وسمحت لهم بدراسة وتعليم الشعائر الدينية الإيزيدية في المدارس.
وأضاف نبو أن جميع السلطات التي تعاقبت على سوريا كانوا يعاملونهم على أنهم مسلمين بالإكراه، حيث كانوا مجبرون على تعلم الديانة الإسلامية في المدارس.
يذكر أن أعداد الإيزيديين في منطقة عفرين انخفض بشكل كبير نتيجة السياسة الممنجهة التي تقوم بها قوات الاحتلال التركي وفصائل المعارضة الموالية لها من عمليات اعتقال وخطف وقتل، حيث لا يزال مصير الإيزيدية غزالة سلمو من قرية "باصوفان" الإيزيدية مجهولاً منذ اعتقالها في الرابع من شهر كانون الأول/ ديسمبر من عام 2020.
التعليقات