نادر سليمان-عفرين/ ايزدينا
اعتدى مستوطنون ينحدرون من ريف إدلب، على ثلاثة مدنيين إيزيديين من عائلة واحدة في قرية بعيه/ باعي 17 كم جنوب مدينة عفرين، الأحد الفائت، مستغلين معرفتهم بمسلحي فصيل "فيلق الشام".
ويسيطر فصيل "فيلق الشام" التابع لما يسمى "الجيش الوطني السوري" على قرية بعيه/ باعي التابعة لناحية شيراوا، ويمارسون الانتهاكات ضد سكانها الأصليين بهدف التضييق عليهم لتهجيرهم والاستيلاء على أراضيهم ومنازلهم.
وأفاد فريق الرصد التابع لمؤسسة ايزدينا في عفرين، أن مستوطنون ينحدرون من قرية "فطيرة" التابعة لناحية "كفرنبل" بمنطقة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، اعتدوا في 15 أيار/ مايو الجاري على كل من "موسى شيخ علي نبو (50 عاماً)، وابنه إبراهيم شيخ علي نبو (23 عاماً)، وصهرهم تحسين نبو (20 عاماً)" لمنعهم المستوطنين من رعي أغنامهم في أرضهم المزروعة بأشجار الزيتون.
وأوضح الفريق أن المدنيين الإيزيديين عند ذهابهم إلى أرضهم، رأوا قطيع من الأغنام يرعى بين أشجار الزيتون ويأكلون أغصانها، فحاولوا إخراجها.
وأضاف الفريق أن مستوطن صاحب الأغنام قدم إلى الأرض وبدأ بشتم موسى نبو، ورفض إخراج أغنامه من بين أشجار الزيتون.
وأشار الفريق نبو لم يرد على شتائمه وأخبره بأنه سيقدم شكوى بحقه لدى الفصيل الذي يسيطر على القرية "فيلق الشام"، ولكن المستوطن قال له بالعامية "شو ما بيطلع بأيدك سويه برجلك" وتهجم عليه وضربه.
وتابع الفريق أن المستوطن أرسل ابنه إلى القرية ليجلب معه أقربائه الذين حضروا على الفور واعتدوا جميعاً على الإيزيديين الثلاثة بشكل همجي.
وأكد الفريق أنه ليست المرة الأولى التي يعتدي فيها المستوطنين على المدني الإيزيدي موسى شيخ علي نبو، حيث يتم تكررت الاعتداءات عليه وشتمه أكثر من مرة، كما أن المستوطنين استولوا على منزل والده الموجود في القرية.
يذكر أن حالات الاعتداء من قبل المستوطنين من ذوي المسلحين وأقربائهم كثرت بحق السكان الإيزيديين في منطقة عفرين المحتلة، خلال الشهر الحالي، والذين يستغلون صلاتهم بمسلحي ما يسمى "الجيش الوطني السوري"، الأمر الذي يعتبره السكان سياسة ممنهجة تهدف لتهجيرهم بغية الاستيلاء على منازلهم وأرزاقهم.
وكان مستوطنون ينحدرون من قرية "معصران" التابعة لمدينة "معرة النعمان" بريف إدلب الجنوبي، اعتدوا في 14 أيار/ مايو الجاري على الشقيقين الإيزيديين، فتحي بركات بن عزت(21 عاماً)، وبركات بركات بن عزت(23 عاماً)، لمنعهم المستوطنين من رعي أغنامهم في أرضهم.
الجدير بالذكر أن أعداد الإيزيديين في منطقة عفرين قبل احتلالها كان يقارب 35 ألف نسمة وفق إحصائيات غير رسمية، إلاَّ أنه ومنذ سيطرة قوات الاحتلال التركي ومسلحي المعارضة السورية الموالية لها على المنطقة في 18 آذار/ مارس 2018 لم يبقى فيها سوى أقل من ألف نسمة وفقاً لإحصاء سري قام به فريق ايزدينا في عام 2020.
التعليقات