نادر سليمان-عفرين/ ايزدينا
لا تزال سيدة كُردية، معتقلة بشكل تعسفي، منذ حوالي العام تقريباً، في أحد السجون التابعة لما يسمى "الجيش الوطني السوري" في مدينة عفرين المحتلة.
وأفاد فريق الرصد التابع لمؤسسة ايزدينا في عفرين بحسب المعلومات الحصرية التي حصل عليها، أن السيدة أليفة حسن بنت رشيد (25 عاماً) معتقلة حالياً في سجن عفرين المركزي المعروف باسم سجن مورته/ معراته 2 كم غربي مدينة عفرين المحتلة، وتحديداً في القسم الخاضع لإدارة مسلحي "الشرطة العسكرية".
وكانت ما تسمى "المحكمة العسكرية" في مدينة إعزاز، أصدرت حكماً بالسجن لمدة عام على السيدة أليفة بتهمة التعامل مع الأفرع الأمنية في مدينة حلب، وتبعيتها لفرع المخابرات الجوية، وتزويد النظام السوري بمعلومات عن فصائل المعارضة المسلحة الموالية لقوات الاحتلال التركي، بحسب فريق الرصد.
وأشار الفريق إلى أن "المحكمة العسكرية" في مدينة إعزاز حكمت على السيدة الكردية بهذه التهم الملفقة، رغم كونها كانت قادمة من مدينة حلب قبل ساعتين من اعتقالها على يد مسلحي "الشرطة العسكرية" في مدينة عفرين المحتلة في الشهر الثامن من العام الماضي.
وتنحدر السيدة أليفة حسن من بلدة موباتا/ معبطلي 11 كم غرب عفرين، وهي مطلقة ولديها ولدان يقيمان لدى والدهم في مدينة حلب، وقدمت إلى مدينة عفرين في شهر آب/ أغسطس 2021، بعد طلاقها من زوجها، بغية التوجه من هناك إلى تركيا ومنها إلى أوروبا حيث تعيش عائلتها، ولكن المهرّب الذي أوصلها إلى مدينة عفرين أخبر مسلحي "الشرطة العسكرية" عنها، والذين قدموا إلى اعتقالها فوراً موجهين إليها تهمة التعامل مع النظام السوري ومخابراته وامدادهم بالمعلومات رغم كونها لم يكن مضى على وصولها إلى عفرين سوى ساعتين، حيث تم اعتقالها من منزل أحد أقاربها في حي الأشرفية بمدينة عفرين المحتلة.
وقام مسلحو "الشرطة العسكرية" بتحويل السيدة أليفة إلى الاستخبارات التركية حيث تعرضت للتعذيب والضرب الشديد هناك ونتيجة لذلك رضخت وقبلت الاعتراف بالتهم المنسوبة إليها ظلماً، ليتم تحويلها إلى "المحكمة العسكرية" في مدينة إعزاز، وذلك بعد اسبوعين تماماً من اعتقالها، ليتم الحكم عليها بالسجن لمدة عام كامل حيث رفض قاضي المحكمة العسكرية آنذاك طلب الطعن بالحكم أو إطلاق سراحها بكفالة مالية.
وكان عناصر أحد الفصائل التابعة لما يسمى "الجيش الوطني السوري" اعتقلوا في 23 أيار/ مايو الفائت، المدني حنان حشكو (60 عاماً) بشكل تعسفي أثناء خروجه من قريته "شيخ محمدلي"؛ "وهي إحدى قرى ميدانا" 34 كم شمال غربي مدينة عفرين المحتلة، أثناء ذهابه إلى مدينة عفرين، حيث يعمل على سيارة "سرفيس" لنقل الركاب من وإلى القرية.
الجدير بالذكر أن الاستخبارات التركية وفصائل المعارضة المتشددة الموالية لها، تقوم بممارسة الانتهاكات بحق المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها، حيث تقوم باختطاف وتهديد وقتل المدنيين، لدوافع قومية وعنصرية متشددة، إضافة إلى قيامهم بإحداث تغيير ديمغرافي في المنطقة عبر تهجير السكان الكُرد والاستيلاء على منازلهم بالقوة.
التعليقات