مقالات - الشأن الإيزيدي | إيزدينا
بداية لابد من القاء بعض الضوء على مفهومَي الاستفتاء والاستقلال كمصطلحين سياسيين .
الاستفتاء بالمختصر :
سؤال يوجه الى عدد من الناس للاجابة عنه لمعرفة رايهم في امر معين ..كأن يكون استفتاءً مصغرا كالاستفتاء التعليمي الذ يجريه مدير المدرسة للطلبة بخصوص رايهم في طرق تدريس المعلم الفلاني او المدير ذاته او في كثير من مؤسسات الدولة كتقييم للموظفين ، وهذا غالبا ما يجري في الغرب .
وهناك استفتاء شعبي ( سياسي ) ، فتلجأ السلطات الى الشعب لابداء رايه في موضوع ما عن طريق التصويت وعليه ان يقره او يرفضه مباشرة .
والاستفتاء بطبيعة الحال يوجه للشعب لمعرفة رغباته ورايه بقضية معينة فيقدم له استبيان كاستطلاع، المرجو منه الادلاء به ..
الاستقلال بالمختصر :
ان مفهوم الاستقلال يعني السيادة ، الإرادة ،الإصرار، التحرر والقدرة على ضمان امن المواطن الذي يحفظ له كرامته ويحقق تطلعاته ويحفظ ماله ويحترم جهده ووقته ويقيم انسانيته ويجنب المواطن الاستهتار من قبل المؤسسات والوزارات والقانون بحقوقه ومراجعاته بهدف معاملاته الحكومية والرسمية .
وكأي امة من الأمم .الاخرى من حق الامة الكردية التمتع بذلك اليوم الذي تنعتق به من الهيمنةالسياسية والاقتصادية للنصف الثاني من الدولة وهي الدولة العراقية .
ومن حق اية امة ان تتطلع للتحرر من الوصايا والتبعية الى الاستقلال بمهفومه العام .
فالاستقلال تماما كسجين ينشد الخروج الى الانطلاق في الهواء النقي والتمتع بالفضاء الذي منحه الله إياه كما جميع العالمين للشعور بالثقة بالنفس وللاعتزاز بانسانيته وكيانه كبشر لديه رسالة إنسانية حضارية كما العالم كله على وجه الأرض .
فالاستقلال كمصطلح سياسي يعني استكمال السيادة الوطنية وتسنم مقاليد الدولة الداخلية والخارجية دون رقابة او وصاية ، أي عدم القبول بالبقاء عالة على الاخرين .
ولا شك ان استقلال كردستان سيكون لنا كمكون ايزيدي كردي عريق ضمانا لمستقبلنا وسيجنبنا تكرار مخاطر المجازر والابادات الجماعية التي جرت بحقنا باسم الدين والقومية كعمليات الانفال التي نفذها النظام الشمولي التي راح ضحيتها الكردي المسلم كما المسيحي والايزيدي .
فمن الضروري ان يكون للايزيدية موقفا حازما وواضحا من الاستفتاء بهدف تعزيز مكانتها لما لها من حقوق المواطنة على ارض كردستان ..
اولا ..
ان استقلال الاقليم سيشكل ضمانا للمكون الايزيدي وسيجنبهم خطر المجازر والفرمانات التي تعرضوا لها عبر الزمن واخرهم داعش .
ثانيا ..
في ارض كردستان التاريخ والجغرافية والاصالة والمقدسات الايزيدية ولا سيما قبلتهم ومزارهم المقدس لالش ولغتهم الرئيسية وادعيتهم ، هي اللغة الكردية .
ثالثا ..
لابد لهم من تحصين موروثهم الديني والثقافي وهويتهم القومية والدينية عن طريق الاستقلال .
رابعا ..
ان استقلال كردستان وتحويلها الى دولة مستقلة لها خصوصيتها الوطنية والسيادية بين بلدان العالم سيجعلها تخضع لنظام روما مما يترتب عليه الخضوع للمحكمة الدولية حيث النظر رسميا في ملفات الابادة الجماعية مما يمنحهم الامان والطمأنينة على مناطقهم لكونها خاضعة للمادة 140 اي المناطق العالقة بين الاقليم والمركز .
خامسا ..
على الشعب الايزيدي ان يكون في مستوى تضحياته عبر التاريخ الطويل والدماء التي روت ارض كردستان وان يتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه خاصة ونحن نقترب من الاستفتاء الحاسم في الاقليم لتقرير مصير الشعب الكردي عامة ، فليس من الانصاف بتاتا ان ننسى تضحيات الايزيديين في حركات التحرر الكوردستانية في العقود الماضية وعمليات الانفال المشؤومة والفرمانات التي تعرض لها عبر عقود طويلة من الزمن، وان لا يفرط بها عبر افكار غير مدروسة لالا تذهب سدى وان ينضم الى ركب الشعب الكردستاني وهو ماضيا في طريقه لتحقيق امانيه وتطلعاته المشروعة .
المصدر | بحزاني
هذا المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب وليس له علاقة بوجهة نظر موقع ايزدينا
التعليقات