![]() |
مصدر الصورة UNICEF/Razan Rashidi |
يوماً بعد يوم تزداد معاناة الأطفال الإيزيديين الذين نزحوا مع عائلاتهم من جبل شنكال "سنجار" إلى إقليم كردستان نتيجة هجوم تنظيم داعش على مناطقهم مطلع شهر آب عام 2014، هذا الهجوم الذي أدى إلى وقوع أسرى في يد التنظيم معظمهم من الأطفال والنساء، فيما نزح بقية الأطفال الذين استطاعوا النجاة من الموت والوقوع في الأسر إلى إقليم كردستان.
وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على مأساة الايزيديين، يعيش الأطفال أوضاع تراجيدية في المخيمات والتي "تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة كالمستلزمات الصحية والحليب واللقاحات والكهرباء والمياه الصالحة للشرب" وفقًا لبعض الذين تحدثوا لموقع ايزدينا، ناهيك عن "صعوبة العيش في الهياكل التي باتت لا تطاق وخاصة من قبل الأطفال"، ورغم تقديم بعض المساعدات الإنسانية لهم، إلا أنها "لا تكفي لسد حاجتهم"، كما أن الخدمات التعليمية التي تقدمها الدولة نفسها "تعتبر سيئة جداً، نظراً للازدحام في هذه المدارس المبنية أساساً من الخيم".
وما يزيد من هذه المأساة التي يعانيها الأطفال في المخيمات "وسط إهمال حكومي ودولي"، هو ترك بعض الأطفال مقاعد الدراسة في المخيمات واللجوء إلى العمل "على أرصفة الشوارع وقرب إشارات المرور في مدن دهوك وزاخو لمساعدة عائلاتهم في سد احتياجاتهم اليومية" وفقًا لذات المصادر التي تحدثنا إليها.
ونتيجة هذه المآسي التي يعاني منها الأطفال، أطلق ناشطون إيزيديون عدة مناشدات للمنظمات الإنسانية دون جدوى، فالحكومة العراقية وحكومة إقليم كوردستان بحسب تصريحاتها الإعلامية هي نفسها تعاني من أزمة اقتصادية، لكن "اللوم يقع على عاتق المنظمات الإنسانية التي تجاهلت هؤلاء الأطفال في المخيمات ولم تعد تهتم بهم".
وعن الأوضاع التي يعيشها الأطفال في المخيمات تقول الناشطة الإيزيدية إلهام حسن لموقع ايزدينا إن "الأطفال يحتاجون إلى أبسط مقومات الحياة، فهم يحتاجون للتعليم في المدارس والذي يعتبر إحدى حقوق الطفل، وكذلك يحتاجون إلى الأكل والشرب الصحيين، وأماكن ترفيهية وألعاب".
وتضيف حسن أن "هناك أطفال رضع في المخيمات، وهم لا يتحملون برد الشتاء ولا حر الصيف، ففي شهر الصيف تنقطع الكهرباء لأكثر من أربع ساعات وخاصة في الساعات التي تكون درجة الحرارة مرتفعة جداً، وفي الشتاء يحتاج الأطفال الرضع إلى التدفئة، وهذه الخدمات غير متوفرة بشكل مناسب في المخيمات"، إضافة إلى أن "الألبسة والأحذية الشتوية والصيفية غير متوفرة، فالنازحون الذين يعيشون في الخيم لا يملكون الأموال لشرائها لأطفالهم، كما أن الكثير من الأطفال الأيتام فقدوا آباءهم أو أمهاتهم أو الاثنين معاً، وهؤلاء يحتاجون رعاية واهتمام بشكل خاص".
وتشير حسن إلى أن "الكثير من الأطفال فقدوا حياتهم في المخيمات بسبب الحرائق".
وعن الحياة في المخيمات يقول برزان شقو أحد العاملين في مخيمات النازحين لموقع ايزدينا إن "الحياة في المخيمات لا يمكن تسميتها بالحياة وإنما قضاء وقت"، مضيفاً أن الحياة في المخيمات "صعبة وخاصة بالنسبة للأطفال المحرومين من حياة الطفولة وبراءتها، فلا يلبسون ثياب مناسبة لهم ولا يعيشون في ظروف مناسبة لهم، ومعظمهم محروم من التعليم ف المدارس، كما أنهم يكونون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض في المخيمات، منها بسبب البيئة غير المناسبة، ومنها لأسباب نفسية وأخرى نتيجة الفقر".
ويضيف شقو الذي يعمل في المخيم منذ ثلاث سنوات أن "ظاهرة عمالة الأطفال انتشرت بشكل كبير بسبب الفقر، كما أن المستوى التعليمي للأطفال في المدارس متدني بسبب إهمال التعليم".
ويؤكد شقو أن الأطفال "بحاجة للتعامل معهم كأطفال أبرياء من قبل الأهل والمنظمات والجهات الحكومية، والذين عليهم مراعاة حقوق الطفل كي لا يتعرض هؤلاء الأطفال للاستغلال عقلياً وجسدياً وفكرياً"، مضيفاً أنه يجب "توفير ظروف حياتية مناسبة لهم من الأمان والدراسة والألعاب وغيرها، بعيداً عن تداعيات الحروب، إضافة إلى توفير دور للأيتام الذين زادت نسبتهم بعد أحداث شنكال، والذين يعيش بعضهم مع ذويهم وأقربائهم".
التعليقات