دلدار شنكالي - شتوتغارت / ايزدينا
ضمن معرض فوتوغرافي عن حياة الإيزيديين في المخيمات، عرضت المصورة الصحفية الإيزيدية زينة سالم في العاصمة الليتوانية "فيلينوس"، 14 صورة فوتوغرافية حول معاناة الإيزيديين داخل مخيم خانك الواقع جنوب محافظة دهوك، وذلك يوم الخميس الماضي في جامعة LCC الليتوانية.
وحول أهمية التصوير الصحفي في نقل معاناة الناس، أوضحت زينة في تصريح لها لموقع ايزدينا: "أنه عندما شاركت في مشروع التصوير الصحفي بتشجيع من منظمة اليونيسف، والذي أقامته وزارة الدفاع الإيطالية في إقليم كردستان العراق، أدركت مع مجموعة من النساء آخريات بينهن نساء كنّ مختطفات لدى تنظيم داعش واستطعنّ الهرب لاحقاً، أن التصوير الفوتوغرافي والصحافة هما أفضل وسيلة لإيصال أصواتهن وقصصهن، ونقل الصورة الحقيقية للإبادة الجماعية التي ارتكبت بحقهم".
وأشارت زينة أنهن "أوصلن رسالة مفادها أنهن لم يعدن ضحايا بعد الآن، بل صحفيات يظهرن حقيقة الآلام التي عصفت بمجتمعهن من خلال كاميراتهن".
وكانت المصورة زينة ألقت كلمةً بمناسبة افتتاح المعرض في ليتوانيا حيث قالت في كلمتها "أحب التصوير لأنه يمثل جزءاً كبيراً في حياتي"، وعرفت عن نفسها بالقول "اسمي زينة سالم، أنا أكثر مما ترونه، أنا امرأة، أنا إيزيدية، أنا مصورة وأيضا لاجئة".
وروت زينة للحضور تفاصيل الإبادة التي تعرض لها الإيزيديون، وكيف توجه الإيزيديون إلى جبل شنكال لتجنب الموت والاستعباد الجنسي على يد تنظيم داعش، موضحة أن الهروب لم يكن سهلاً لأنهم "عانوا من الجوع والعطش والحرارة الشديدة خلال النهار والبرودة في الليل" مؤكدة أنهم قطعوا مسافات طويلة من شنكال إلى سوريا ومن ثم العودة مجدداً إلى إقليم كوردستان.
وتحدثت زينة عن مخيم خانك الذي جهز في أيلول 2014، ويعيش فيه أكثر من 3500 أسرة في 3100 خيمة، وأوضحت أن "الإيزيديون يعانون صعوبات كثيرة في المخيم نتيجة الفقرة والتشرد والصدمات النفسية، كما أن الأطفال لا يذهبون إلى المدارس، وإنما يعملون من أجل لقمة العيش"، مضيفةً أنه رغم كل شيء "يمكن التقاط ابتسامة كبيرة على وجه طفل يلعب كرة القدم في شوارع المخيم"، وأن ذلك يعني أن "هناك جمال في الحياة رغم الآلام والصعوبات".
وأضافت زينة في حديثها أمام الحاضرين "كما تسمعون صوتي وترون قصصي المصورة، تذكروا أن هناك المزيد من القصص، فهناك نصف مليون مضطهد إيزيدي لا يستطيعون أن يتكلموا اليوم مثلي، هناك الشهداء الذين لن تتاح لهم الفرصة للتحدث مرة أخرى، والرجال والنساء الذين لا يزالون مستعبدين دون رحمة من قبل آخرين ويتم يتجاهل أصواتهم".
وألقى رئيس الجامعة كلمته على الحاضرين قائلاً "إنهم فخورين بطلابهم جميعاً من الشرق الأوسط، فكل شخص منهم لديه قصة مؤلمة وحزينة كقصة زينة، ووجودهم في ليتوانيا وخاصة في جامعة LCC إضافة مهمة، وخاصة زينة لأنها قدمت الكثير عن مجتمعها المضطهد، فليتوانيا من قبل لم تسمع عن الإيزيدين وقضيتهم، وزينة جعلتهم يطلعون ويعرفون ما جرى في 2014".
يذكر أن زينة سالم خرجت من العراق مطلع 2017 ، وهي طالبة الآن في جامعة LCC الليتوانية حيث ستبدأ مطلع العام القادم 2018 الدراسة في مجال الصحافة.
التعليقات