ميديا محمود - هاغن / ايزدينا
الفنانة الإيزيدية نادية إلياس بشار من مواليد عام 1990 في منطقة خانصور في قضاء شنكال/سنجار، بدأت بالعمل على إيصال معاناة الإيزيديين وما تعرضوا له من قتل وخطف واستعباد جنسي وتجنيد للأطفال، إضافة إلى معاناتهم من النزوح والحصار، عبر فن "الأداء" والتمثيل الصامت إلى العالم، بعد أحداث الإبادة الجماعية التي تعرضت لها منطقة شنكال/سنجار في 3 آب 2014.
ورغم أن الفنانة نادية لم تكمل دراستها، حيث درست حتى الصف السادس الإعدادي فقط، إلا أنها استطاعت تحقيق حلمها، فقد كانت تحب التمثيل وهي في عمر ٦ سنوات، ووقتها لم يشجعها أحد ولم يهتم أحد بموهبتها.
تقول الفنانة نادية لموقع ايزدينا إنها عاشت طفولتها في سوريا، وأن عمرها كان ثمانية سنوات فقط، عندما لجأ والداها إلى سوريا بسبب الأوضاع الأمنية التي مرت بها العراق، ولكن العائلة عادت إلى مسقط رأسها في العاشر من شهر تموز 2003.
لدى الفنانة نادية ثلاثة إخوة وأربع أخوات وجميعهم أصغر منها، ستة منهم ولدوا في سوريا، والأخ الأخير ولد في العراق بعد عودة العائلة من سوريا، وهاجرت والدتها إلى ألمانيا قبل سنتين كما فعل الكثير بعد أحداث الإبادة الإيزيدية في شنكال/سنجار، أما والدها فيعيش في العراق.
وعن أعمالها الفنية، والرسالة التي تريد إيصالها إلى العالم، أجرى موقع ايزدينا حواراً مع الفنانة نادية إلياس بشار.
والبداية كانت عن تقييم الفنانة نادية لكيفية تلقي الجمهور لأعمالها الفنية، حيث أوضحت الفنانة نادية أن عملها الفني هو فكرة جديدة وأن "الأفكار الجديدة دائماً تواجه مصاعب في التلقي وخاصة في المجتمعات الشرقية"، مشيرة أن تقبل الجمهور لأعمالها الفنية كان أفضل من توقعاتها.
وعن سبب لجوءها إلى المشاهد الصامتة للتعبير عن إدانة حالة معينة، أوضحت الفنانة نادية أنها تؤمن بأن "الفكرة الصامتة تغوص في أعماق الناس أكثر، فاللوحة أعمق من القصيدة والقصيدة أعمق من الأغنية وهكذا ..."، مشيرة أن ذلك ليست قاعدة ثابتة ولكنها إحدى قواعد حياتها.
وفيما يتعلق بالرسالة التي أرادت إيصالها من خلال المشاهد الأخيرة لها حول زواج القاصرات، أوضحت الفنانة نادية أنه عندما يصوت قادة المجتمع والحكومة على موضوع كهذا بالإيجاب، فإنهم يقررون التدخل في قرارات ذاتية وشخصية، مشيرة أن المواطنون لم ينتخبوهم لذلك، وأن تسلمهم إدارة شؤون الدولة لا يعني تدخلهم في شؤون زواج الفتيات والتدخل في قرارات تهم المجتمع، مضيفة أن "زواج القاصرات قرارٌ خالٍ من أية قيمة إنسانية، فالأطفال يجب أن يعيشوا طفولتهم كما يجب، ولهم الأولوية والحق في عيش حياتهم بسلام وطمأنينة".
واختتمت الفنانة الإيزيدية نادية إلياس بشار حوارها لموقع ايزدينا بالحديث عن رؤيتها لمستقبل الإيزيديين في المنطقة، قائلة إن الإيزيديون شعب مثابر وطموح وهو شعب يحاول منذ وجوده إثبات هويته وتحصيل حقوقه، مضيفة أنه مهما كانت الأدوات والقدرات التي تملكها، لا يمكنك إشعال النار تحت الماء، فالإيزيديون هكذا، لديهم طاقات عالية وقدرات كبيرة ولكن محيطهم لا يمنحهم فرص تعليم جيدة، ولا يوجد دعم للمواهب، كما أن الحكومة لا توفر الأمان لهم، لذلك أصبحوا ضائعين ومشردين في مختلف دول العالم، ورغم ذلك ما زالوا يطلبون السلام والمحبة، ويستطيعون بناء مستقبل أفضل أينما وجدوا، مشيرة أن ذلك ما يجعلها تحبهم وتفتخر بانتمائها لهم.
مجموعة صور لأعمال الفنانة نادية إلياس بشار
التعليقات