عصام رشيد - قامشلو / ايزدينا
ألقى رئيس جمعية الثقافة الكـٌردية في جنيف عزيز كالو كلمة له في الأمم المتحدة، نيابة عن الشباب الكردي، وذلك أثناء مشاركته في الدورة العاشرة للمنتدى المعني بقضايا الأقليات في الأمم المتحدة، والذي عقد في الفترة من 30/11/2017 إلى 1/12/2017 تحت شعار "شباب الأقليات نحو مجتمعات شاملة ومتنوعة" في مدينة جنيف.
وتحدث كالو في كلمته "والتي أرسل نسخة منها إلى موقع ايزدينا"، عن دور شباب الكـٌرد في سوريا، موضحاً أنه "ينظر للكـٌرد بشكل عام في سوريا على أنهم عنصر دخيل وغريب على النسيج الاجتماعي والإطار الوطني السوري، الأمر الذي أدى إلى إجراءات عقابية لا محدودة على الشعب الكردي"، مضيفاً أن هذه "الإجراءات تكون أحياناً مؤطرة بقوانين، وأحيانا أخرى تكون ارتجالية من شخصيات بحسب موقعها"، موضحاً أن المشترك بين هذه الإجراءات هو إهانة الكردي والاستخفاف به وإذلاله.
وأوضح كالو أنه "يمكن سرد آلاف القصص والوقائع التي تثبت هذه الإجراءات ضد الكرد، فالشباب الكٌردي كان الفئة الأكثر تضرراً، وعلى سبيل المثال كان الشاب الكردي ممنوع بشكل عام من العمل والتوظيف والانتساب إلى الكليات العسكرية والطيران المدني والعسكري، وكان يتعذر عليهم الحصول على بعثات دراسية إلى خارج القطر إلا نادراً ، وكانت هذه العقوبات والإجراءات مضاعفة على المشمولين بقانون الإحصاء السيئ الصيت عام 1962 والمعروفين بأجانب محافظة الحسكة".
وأشار كالو خلال كلمته أن "التمييز العنصري كان تحدياً كبيراً أمام الشباب الكرد في مختلف مراحل الدولة السورية، وهو أمر لم يقتصر على الأنظمة الدكتاتورية التي استلمت سدة الحكم في سوريا، بل امتد إلى هيئات المعارضة في سوريا، فبعضهم شبه الكرد بماسحي الأحذية وآخرون نعتهم بصفات أخرى غير لائقة".
وأكد كالو أن "الشباب الكـٌرد من الداعمين لبناء جسور السلام بين مختلف مكونات سوريا من العرب والسريان والآشور والإيزيدية، مشيراً أن التدخلات الإقليمية في الوضع السوري إضافة إلى الإرث الثقافي العروبي لحزب البعث العربي الاشتراكي حال دون تعميق هذه الروابط".
واختتم كالو كلمته قائلاً إنهم "في جمعية الثقافة الكردية في جنيف لن يدخروا جهداً في سبيل بناء جسور التواصل والتعاون والتفاهم بين مختلف مكونات الشعب السوري، وسيعملون لإلغاء التعاطي مع المكونات السورية على أساس الأقلية والأغلبية وعلى أساس الانتماء العنصري والديني، وسيبذلون قصارى جهدهم في سبيل تعميق دولة القانون ومفهوم المواطنة، رغم وجود ومواجهة تحديات كثيرة"، مشيراً أنهم يأملون "بذل مساعي لتنمية الشباب وخاصة شباب الكـٌرد لتعويض سنوات الحرمان والعوز الذي عانوه".
يشار أن الناشط والمثقف عـزيز كـالو من قرية علي كاميش التابعة لمدينة ديريك /المالكية وهو أحــد نشطاء الحراك الثوري السلمي، الذين طالبوا بالحــرية والإصلاح في سوريا.
الجدير بالذكر أن المنتدى المعني بقضايا الأقليات تم تأسيسه بناء على قرار مجلس حقوق الإنسان 6/15 المؤرخ 28 أيلول/سبتمبر 2007 والذي تم تأكيده في القرار 19/23 المؤرخ 23 آذار/مارس 2012 من أجل توفير منصة لتعزيز الحوار والتعاون بشأن القضايا المتعلقة بالأقليات القومية أو الإثنية أو الدينية وكذلك الأقليات اللغوية، والمساهمة في دعم عمل الخبير المستقل المعني بقضايا الأقليات خاصة على المستوى المضموني.
يجتمع المنتدى سنويا في مدينة جنيف لمدة يومين للقيام بمناقشات مواضيعية بتوجيه من الخبير المستقل المعني بقضايا الأقليات، الذي يعد اجتماعاته السنوية وكذلك تقريره الذي يحتوي على جملة من التوصيات المواضيعية ترفع إلى مجلس حقوق الإنسان كما يتم تعيين رئيس لكل دورة للمنتدى من بين الخبراء بشأن قضايا الأقليات على أساس التناوب الإقليمي، وبالتشاور مع المجموعات الإقليمية.
التعليقات