خاص ايزدينا
تتعرض مدينة عفرين في شمال غرب سوريا، منذ العشرين من الشهر الجاري إلى قصف مكثف من الجيش التركي وفصائل إسلامية متحالفة معه في العملية العسكرية التي أسمتها تركيا بـ غصن الزيتون.
وتثقل ذاكرة إيزيدي عفرين بانتهاكات الفصائل العسكرية الأصولية، الأمر الذي يدفع بعض المدنيين للتوجه إلى الدفاع عن حياتهم ضد هذه الكتائب المتطرفة، حيث تعرض الإيزيديون في قرية عليقينو في منتصف شهر حزيران 2017 إلى تهجير لكامل سكان القرية من قبل الفصائل الإسلامية.
ووفقًا لمصادر إيزيدية تحدثت إلى موقع ايزدينا، فإن المواجهات العسكرية أدت إلى استشهاد الشاب الإيزيدي عماد شمو وهو من أبناء قرية برج عبدالو، حيث دفن الاثنين الماضي وسط مراسيم تشييع إلى جانب 14 مدنيًا قضوا جراء الاستهداف التركي لمنازلهم.
وأضافت المصادر ذاته أن الشهيد الثاني من الإيزيديين بسبب التدخل العسكري التركي في عفرين، هو ناصر علي مستو 18 عاماً، من أبناء قرية قيبار والذي استشهد في ناحية بلبلة أثناء تصدي قوات سوريا الديمقراطية لمحاولة اقتحام من قبل الفصائل الإسلامية أول أمس الجمعة.
وتتعرض قرية قيبار للقصف التركي إلى جانب قرى الإيزيديين (قسطل جندو، بافليون، قطمة، باصوفان، ايسكا، غزاوية، عين دارة، شيخ الدير، قيبار) حيث أن استهداف هذه القرى مستمر بين الحين والآخر.
وتسبب استهداف قرى الإيزيديين في مدينة عفرين بأضرار بالغة في ممتلكات المدنيين ومزروعاتهم، كما تسببت بموجة نزوح في قرى بأكملها باتجاه قرى أخرى نتيجة القصف العنيف، وفي العديد من القرى يتوجه المدنيون الإيزيديون إلى الكهوف خوفًا من القذائف التي تسقط بشكل عشوائي على منازل المدنيين.
ويقاتل إلى جانب الجيش التركي مجموعة من الفصائل الإسلامية، منها حركة نور الدين الزنكي، حيث ظهر في يوليو/تموز 2016 فيديو على الإنترنت لمجموعة من أفراد هذه المجموعة وهم يذبحون طفلًا في الـ 15 من العمر، وكذلك حركة أحرار الشام وهي إحدى المجموعات السلفية، إضافة إلى الجبهة الشامة وهي اتحاد بين جماعات سلفية وإسلامية.
ونشرت الوسائل الإعلامية المقربة من تلك الكتائب مؤخراً خبراً مفاده أن هيئة تحرير الشام "التسمية الجديدة لجبهة لنصرة"، والمصنفة إرهابيًا، تقاتل أيضًا انطلاقًا من محور قلعة سمعان في جنوب مدينة عفرين، حيث تتمركز هناك قوات عسكرية للجيش التركي.
يذكر أن مدينة عفرين تقطنها غالبية مسلمة، إلى جانب أقليات دينية كالإيزيديين والعلويين الذين يعيشون ضمن نسيج اجتماعي متماسك.
الصورة لإحدى قرى مدينة عفرين بعد تعرضها للقصفت التركي
التعليقات