زانا خليل - عفرين / ايزدينا
في خطوة اعتبرها نشطاء سوريون أنها استفزازية، تجول بعض أعضاء المكتب السياسي للائتلاف الوطني السوري في قرية قسطل جندو في عفرين أمس السبت وسط غياب تام لسكان القرية الذين نزحوا منها مع اقتراب الجيش التركي والفصائل الإسلامية المتحالفة معه، من السيطرة عليها.
والتقطت صورة تذكارية جمعت أعضاء الائتلاف أمام "براد قسطل جندو"، الذي تعود ملكيته لأحد أبناء الديانة الإيزيدية، حيث أكدت مصادر من القرية لموقع ايزدينا أن هذا المكان تعرض للسرقة من قبل الفصائل الإسلامية التي يسميها الائتلاف بالجيش الوطني السوري.
ورصد موقع ايزدينا سرقة ما يقارب من 140 سيارة مدنية من القرية من قبل الفصائل العسكرية، حيث قام مسلحي عملية غصن الزيتون بنقلها إلى مدينة إعزاز، كما تمت سرقة 400 تنكة زيت، فضلًا عن تعرض عشرات المنازل للسرقة الكاملة وفقًا لشهود التقى موقع ايزدينا بهم.
وأفادت مصادر من القرية لموقع ايزدينا أن جميع أبناء القرية نزحوا قبل سيطرة الجيش التركي، فيما بقي في القرية زوجان مسنان ورجل آخر مسن، ووردت أنباء عن تعرض الرجل الإيزيدي المسن علي أوسمندي للاعتقال من قبل هذه الفصائل، في حين أن التقارير المصورة للقنوات التركية اكتفت باللقاء مع الزوجين دون أن تشير إلى أوسمندي وهذا ما يؤكد تعرضه للاعتقال.
وفي شريط مصور نشر مؤخرًا، ظهر فيه عدة مسلحين من حملة غصن الزيتون في قرية قسطل جندو وسط هتافات "الله أكبر" وقولهم "نحن أمام محلات الخنازير في قسطل جندو" في إشارة إلى المدنيين الإيزيديين أصحاب هذه المحال التجارية.
انتهاكات كثيرة ترتكبها هذه المجموعات المسلحة في عفرين، وهذا ما أكده الائتلاف الوطني في بيانه الذي نشر بتاريخ 2 شباط الجاري، والذي أشار إلى أنه "في الأيام الأخيرة انتشرت صور لقتل بعض المقاتلات والمدنيين الكرد في عفرين، وتم ممارسة عمليات الحرق والتمثيل بجثث المقاتلين، ونهب لقرى وممتلكات الكرد الإيزيديين وتوجيه الإهانات للسكان المدنيين، والتي تُنسب لبعض الفصائل العسكرية...".
وقام الائتلاف الوطني بتسمية قرية قسطل جندو "بالمحررة"، وذلك في منشور نشر على الصفحة الرسمية للائتلاف في الفيسبوك أثناء زيارة الوفد إلى القرية وأرفق المنشور بالمشاهد المصورة التي أظهرت خلو القرية من أي تواجد للسكان، الأمر الذي يؤكد تخوف إيزيديي القرية من هذه الفصائل.
وفي تصريح لموقع ايزدينا أوضح رئيس اتحاد الإيزيديين في عفرين عبد الرحمن شامو أن "الإيزيديين في عفرين تثقلهم ذاكرة تهجير الفصائل الإسلامية لسكان قرية عليقينو في العام الماضي بحجة أنهم كفار إيزيديين، لذلك نزح سكان قرية قسطل جندو قبل دخول هذه الفصائل كي لا يكونوا ضحايا فكرها المتشدد"، منوهًا إلى "تخوف الإيزيديين من بقاء هذه الفصائل في قسطل جندو وارتكابها لعملية تغيير ديمغرافي وهدم ممتلكات المدنيين والانتقام منهم لدوافع دينية متطرفة".
وفي توضيح من المحامي مصطفى أوسو على صفحته الشخصية في الفيسبوك حول هذه الزيارة كتب "الائتلاف السوري، بمواقفه المؤيدة للعدوان التركي على عفرين، ووفده الذاهب برفقة الجيش التركي إلى قرية قسطل جندو، يعتبر شريك في المسؤولية الجنائية عن الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية في عفرين"، وأضاف أوسو "ولا اعتقد أن اختيارها قرية قسطل جندو، الكردية - الإيزيدية، جاء مصادفة، وإنما هي رسالة واضحة بأن الكرد عمومًا والإيزيديين خصوصًا سيواجهون حرب الإبادة والتطهير العرقي، في سيناريو مماثل لما ارتكبه تنظيم "داعش" الإرهابي في منطقة شنكال."
وفي بيان رسمي نشره الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا اليوم الأحد، جاء فيه أن زيارة أعضاء الائتلاف جاءت "لتبارك الغزو التركي واحتلاله لجزء عزيز من بلدنا سوريا بمشاركة مرتزقة الائتلاف من القوى الظلامية المتطرفة"، ودعا البيان القوى الوطنية والرأي العام السوري إلى إدانة "هذا العمل اللاوطني والوقوف إلى جانب أبناء شعبنا في عفرين، لأن مثل هذه الزيارة الهدف منها تبرير العدوان التركي باحتلال جزء من سوريا، وإلى إثارة الفتنة القومية والدينية بين مكونات الشعب السوري".
يذكر أن مدينة عفرين تتعرض منذ العشرين من الشهر كانون الثاني/يناير إلى هجمة عسكرية من قبل الفصائل الإسلامية المتحالفة مع الجيش التركي في عملية عسكرية أسمتها تركيا غصن الزيتون، وخلفت حتى يوم أمس السبت 17 شباط 2018 مقتل 87 مدنيًا بينهم 26 طفلاً و17 امرأة، وإصابة 288 مدنيًا بجروح بينهم 39 طفلًا و 43 امرأة بحسب منظمة الهلال الأحمر الكردي.
الصورة لوفد الائتلاف الذي زار القرية / الائتلاف الوطن السوري
التعليقات