تسعى فصائل المعارضة السورية التي تسيطر على مدينتي سري كانية/ رأس العين وكري سبي/ تل أبيض إلى إحداث تغيير ديمغرافي في تلك المناطق عبر إنهاء تواجد المكون الكردي والمكونات الدينية الأخرى مثل الإيزيديين والمسيحيين.
ومع بدء سيطرة تلك الفصائل المتشددة على مدينة سري كانية/ رأس العين، حاول بعض الأهالي العودة إلى مدينتهم بعد العملية العسكرية التي شنتها تركيا وفصائل المعارضة السورية المتحالفة معها في تشرين الأول/ اكتوبر 2019 إلا أن الانتهاكات التي مارستها تلك الفصائل دفعت أهالي إلى هجر مدينتهمأ أملين في العودة بعد خروج تلك الفصائل المتطرفة منها.
يقول الحقوقي زكي حجي وهو من أهالي مدينة سري كانية/ رأس العين لموقع ايزدينا "أنه وصل إلى مدينته في الرابع من شهر كانون الأول/ديسمبر حيث بدت له مدينته التي كانت تعج بالحركة والحياة وتمتلئ أسواقها بأصوات الباعة وحركة العمال، كئيبة يطغى عليها الصمت"، مضيفاً أنه "شعر بالقلق والخوف والغربة عن مدينته التي عاش فيها أكثر من أربعين عاماً".
تواجه مدينة سري كانية/ رأس العين محاولات تغيير ديمغرافية في تركيبتها السكانية حيث تم تهجير أبناء المكون الكردي وأبناء المكون الديني الإيزيدي والمسيحي منها
ويوضح حجي أنه "التقى صديقه أبو مسعود الذي سبقه إلى المدينة، فأخبره عن تفاصيل الحياة في ظل سيطرة الكتائب المسلحة وكيف يتم اتهام الناس على الحواجز وخاصة إذا عرفوا أنه من المكون الكردي، ليعيش بنفسه هذه التفاصيل عن السرقات المنظمة لآلاف المنازل والمحلات وخاصة في منطقة الصناعة التي كانت معروفة بنشاطها التجاري والصناعي حيث كان بعض تجارها يستوردون البضائع من الصين مباشرة".
ويضيف حجي "أن مصير أهالي مدينته أصبح مجهولاً في ظل سيطرة تلك الفصائل العنصرية التي تبث الخوف والرعب في المدينة ولا تعرف الرحمة والشفقة"، مشيراً إلى "أن نهب وسرقة منزله في المدينة اشعرته بأنه يعيش عالم أفلام الرعب، حيث العشرات من الكتائب العسكرية المتشددة تحت رايات وأسماء مختلفة يعملون فقط على محاربة الكرد ونهب ممتلكاتهم إضافة إلى الصاق تهم تكفيرية بهم وذلك كله برعاية الاحتلال التركي".
ويؤكد حجي "أنه خلال زيارته شاهد كيف تعرض محلات شارع السوق العام للسرقة والنهب والتخريب، كما أن مدينته المعروفة بتعدد مكوناتها وأطيافها أصبحت موطناً لعائلات المسلحين القادمين من مختلف المناطق حيث كانت لهجاتهم الغريبة عن المدينة تفضحهم".
المواطن زكي حجي كغيره من أبناء جلدته غادر مدينته والغصة تعتصر قلبه بعد ثلاثة أيام من مجيئه وذلك في السابع من شهر كانون الأول/ديسمبر 2019، آملاً أن تعود الحياة إلى مدينته سري كانية/رأس العين بعد تحريرها من تلك الفصائل المتطرفة.
تعمدت فصائل "الجيش الوطني السوري" إلى نهب وسرقة ممتلكات الأهالي وتخريب محلاتهم ومنازلهم مع بدء سيطرتهم على المدينة
بدورها تقول المواطنة أمينة أحمد "إنها أحست بشعور الغربة عند عودتها إلى مدينتها بعد سيطرة الفصائل المتطرفة عليها، حيث لم تجد جيرانها وأقربائها في المدينة، والمنازل منهوبة ومسروقة بعد تخريب الأبواب والنوافذ فيها".
وتوضح أحمد "أن الخدمات في المدينة كانت معدومة حيث لا توجد المياه والكهرباء، كما أن شعور الخوف والقلق يلازم الجميع في ظل اختلاف اسم الفصائل بين حي وآخر"، مضيفةً "أنها وبعد يومين قررت مرة أخرى مغادرة مدينتها التي تفتقد إلى الأمن والاستقرار".
الجدير بالذكر أن الجيش التركي والفصائل السورية المتشددة الموالية لها، أعلنت عن عملية عسكرية في شمال وشرق سوريا باسم "نبع السلام" في التاسع من شهر تشرين الأول/ اكتوبر 2019 ما أدى لسيطرة الجيش التركي على مدينتي سري كانيه/ رأس العين وكري سبي/ تل أبيض، ونزوح مئات الآلاف من السكان المحليين من منازلهم باتجاه مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
التعليقات