سلوى إلياس-ايزدينا
يبدأ اليوم صوم عيد "خضر إلياس" ويستمر ثلاثة أيام، وفي هذه الأيام يتم تحضير "البيخون" المكون من سبعة أصناف من الحبوب، حيث تقوم فتاة عذراء بطهي المكونات وطحنها وتجهيزها ليوم العيد، وتمنع في هذه الأيام ذبح الحيوانات "الذبائح"، ولذلك سُمي "بي خون" أي "بلا دم" أو "بدون دماء".
لطقوس هذا العيد خصوصية جميلة في القرى الإيزيدية، حيث تجتمع النسوة في منزل العائلة التي تمتلك ألة الرحى "دستار"، وتنتظرن أدوارهن لطحنه، وأثناء ذلك تغني النسوة أغاني تراثية، وكل واحدة تدعو بأن يزورها "خضر إلياس" ويحل ضيفاً عزيزاً ليحل البركة والخير على ذلك البيت.
يقوم أفراد الأسرة بأكل "البيخون" قبل النوم ويجب أن لا يشربوا الماء، وكل شخص أعزب يرى في الحلم بأنه قام بشرب الماء في بيت أحدهم أو أخذ الماء من يد شخص فسيكون من نصيبه، أما بالنسبة للمتزوجين وكبار السن فيكون الحلم إشارة عن مستقبلهم.
يربط البعض عيد "خضر إلياس" بعيد الحب، لكن حتمًا العيد ليس خاص فقط بالعزاب، حيث يأكل الجميع من البيخون سواء أكانوا متزوجين أو عزاب أو كبار في السن.
كان "البيخون" له نكهة خاصة في عفرين، حيث كان جيران الإيزيديين من المسلمين يتلهفون لهذا العيد وينتظرونه مثل الإيزيديين أنفسهم، وعند الانتهاء من صنعه كانت المرأة الإيزيدية تتقاسم "البيخون" مع العائلات التي طلبت منها، وفي صباح اليوم التالي تجد بأن الجيران اجتمعوا وكل واحد يروي ما رآه في حلمه.
كانت للأعياد والمناسبات نكهة خاصة في عفرين حيث كان يعم الخير والبركة وروح المحبة بين أهلها، اليوم وفي بلدان الاغتراب، تمنعنا المسافات من إحياء مثل هذه الطقوس والأجواء، وأيضاً لم يعد هناك لهفة لمعرفة المستقبل لأن الواقع يقول بأنه لن تكون هناك بهجة إن لم تتحرر مدينتنا ويعود أهلنا النازحين إلى بيوتهم ومنازلهم.
كل عيد وأنتم بخير وتمنياتي بأن تتحقق أحلامكم الجميلة.
التعليقات