فادي الأسمر-إدلب/ ايزدينا
تعرض الكثير من المسلحين في فصائل المعارضة السورية الموالية لتركيا، لحالات نصب واحتيال من قبل قياداتهم ومن قبل المخابرات التركية، حيث جندتهم قوات الاحتلال التركي لصالحها ودفعتهم ليقاتلوا مقابل المال في عدة دول مثل ليبيا وأذربيحان، إلا أن القوات التركية لم تدفع لهم المبالغ المالية المتفق عليها.
وتعتبر فرقة "السلطان سليمان شاه" التي يقوده المدعو "محمد الجاسم" المعروف بـ "أبو عمشة" من أكثر الفصائل التي تعرضت لحالات احتيال، حيث يعرف عن "أبو عمشة" بأنه أشد الموالين لتركيا.
وبحسب مسلحين شاركوا في عمليات قتالية خارج سوريا، فإن (أبو عمشة) سرق نصف رواتب عناصره الذين شاركوا بالقتال في "أذربيجان" والذين يقدر أعدادهم بنحو 1000 عنصر، حيث شاركوا بالقتال لمدة شهرين براتب 2000 دولار أمريكي شهرياً، فضلاً عن سرقته للتعويضات المالية التي دفعتها تركيا للمصابين خلال المعارك ولذوي القتلى، وتقدر المبالغ المسروقة بمئات الآلاف من الدولارات.
قائد فصيل يسرق رواتب عناصره
يقول "عبود الخالد" (33 عاماً) وهو أحد العناصر السابقين في فصيل "سليمان شاه"، وينحدر من بلدة مورك بريف حماة الشمالي، إنه انضم للفصيل بعد نزوحه من بلدته إلى الشمال السوري، وشارك بالقتال في "أذربيجان" بعد أن تلقى وعوداً بمنحه راتب شهري قدره ألفي دولار أمريكي، حيث بقي يقاتل لمدة شهرين، إلا أن قائد الفصيل سرق نصف المبلغ المخصص له كراتب.
ويضيف الخالد أنه أنشق مؤخراً عن الفصيل بعد أن تعرض لعملية الاحتيال من قبل المدعو "أبو عمشة".
ويشير الخالد، أن سبب انضمامه للفصيل في البداية هو تردي وضعه المعيشي بعد نزوحه مطلع عام 2019 عن بلدته، فهو يعيل أسرة مكونة من سبعة أفراد، ولم يفلح بالعثور على فرصة عمل، فانضم للفصيل.
ويتابع الخالد أنه قرر الذهاب للقتال في "أذربيحان" من أجل تحصيل مبلغ من المال ليقوم بفتح مشروع له يستعين به على تحمل أعباء النزوح، حيث توجه رفقة بقية المسلحين البالغ عدهم نحو 1000 عنصر، عبر طائرة أقلتهم من مدينة "غازي عينتاب" التركية إلى "أذربيجان"، بعد أن وصل لمدينة "غازي عينتاب" عبر باصات من الحدود السورية.
ويوضح الخالد، أنه تلقى وعوداً من قبل قائد الفصيل "أبو عمشة" بأنه سيستلم مبلغ 2000 دولار أمريكي شهرياً، لكن ما حدث هو أنه وبعد انقضاء الشهرين قامت قيادة الفصيل بتسليم راتب شهر واحد وسرقة مبلغ 2000 دولار من كل عنصر، دون أي توضيح من قبل الفصيل وقائده، حيث اكتفوا بالقول إن الجانب التركي لم يدفع المبلغ الكامل المتفق عليه لهم.
انشقاقات بين العناصر بسبب سرقة الرواتب
ويضيف الخالد، أن الكثير من العناصر احتجوا واعترضوا وطالبوا بدفع باقي مخصصاتهم المالية دون جدوى، حيث لم يتم تسديد باقي المبلغ الذي سرق من العناصر، مشيراً إلى أن المئات من العناصر انشقوا عن الفصيل وتركوه بعد أن تعرضوا لعملية النصب والاحتيال.
بدوره تعرض مالك الأحمد ( وهو اسم مستعار لعنصر من فيلق الشام) للاستغلال من قبل أحد فصائل "الجيش الوطني" بسبب حاجته للمال، ما دفعه للقتال في "ليبيا"، ثم سرقة أكثر من نصف راتبه المتفق عليه.
يقول الأحمد، أنه نزح مع عائلته من منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي باتجاه مخيمات منطقة أطمة في الريف الشمالي، ومع بداية ذهاب عناصر الفصائل الموالية لتركيا إلى ليبيا، اقنعه أحد القادة العسكريين من فصيل "فيلق الشام" للذهاب معهم مستغلاً حاجته.
ويضيف الأحمد أنه ذهب للقتال في "ليبيا" بعد أن خضع لدورة عسكرية لمدة 15 يوماً في مدينة "غازي عينتاب" التركية"، حيث قاتل في ليبيا لمدة 4 أشهر، ليعود بعد أن أنهى العقد المتفق عليه مع الجانب التركي.
سرقة 6 آلاف دولار من مسلح واحد
ويوضح الأحمد أنه وبعد عودته من ليبيا قبض مبلغ 4 آلاف دولار فقط، بينما كان المبلغ المتفق عليه هو 10 آلاف دولار، مشيراً إلى أن قيادة فصيل" فيلق الشام" سرقت باقي المبلغ.
ويشير الأحمد أنه وبعد عودته من "ليبيا"، حاول كثيراً التواصل مع قادة عسكريين في الفصيل من أجل استلام باقي المبلغ المتفق عليه دون جدوى، حيث أخبروه بأن باقي المبلغ أخذه قائد المجموعة الذي رافقه إلى ليبيا، وجزء منه ذهب لقيادة الفصيل، وأن ذلك طبق على جميع المسلحين الذين حاربوا في "ليبيا".
يذكر أن أحد المسلحين قال في فيديو مصور بتاريخ 7 نيسان/ أبريل 2021، إن المدعو "أبو عمشة" سرق رواتب العناصر الذين جندهم للقتال في "أذربيجان"، وتحدث عن سوء المعاملة التي قوبلوا بها من قبل قيادة فصيله" فرقة السلطان سليمان شاه"، ولكنه وبعد عدة أيام عاد واعتذر في فيديو مصور لـ "أبو عمشة"، وسط تساؤل النشطاء عن سبب تراجعه عن أقواله واحتمالية تعرضه للتهديد.
الجدير بالذكر أن العديد من الفصائل السورية المسلحة الموالية لقوات الاحتلال التركي، شاركت بالقتال في "ليبيا وأذربيجان"، ومن أبرز هذه الفصائل هي "فرقة السلطان سليماه شاه، فرقة السلطان مراد، فرقة الحمزات، فيلق الشام، ولواء سمرقند وغيرها"، إشراف كامل من الجانب التركي التي قامت بتدريبهم على أراضيها ونقلت المسلحين عبر طائراتها ودفعت مبالغ ضخمة لهم.
التعليقات