فادي الأسمر-إدلب/ ايزدينا
تضم فصائل المعارضة السورية المسلحة الموالية لقوات الاحتلال التركي، والتي تعرف باسم "الجيش الوطني السوري" في صفوفها العديد من القياديين والعناصر ممن كانوا سابقاً ضمن تنظيمات إرهابية "داعش" وجماعات جهادية متشددة مثل "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) وغيرها، بحسب شهادات من عناصر منشقين من تلك الفصائل.
يقول سعيد الحمد ( وهو اسم مستعار لصحفي مقيم في مدينة عفرين المحتلة في ريف حلب الشمالي) لموقع ايزدينا، إن هناك العديد من الدلائل على وجود مسلحين بين صفوف فصائل "الجيش الوطني السوري" الموالي لقوات الاحتلال التركي، ممن كانوا سابقاً عناصر وقياديين في صفوف تنظيمات متشددة مثل "داعش" و"هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً).
ويذكر الحمد أنه عندما تم تشكيل بعض فصائل "الجيش الوطني" مثل "فيلق الشام" وفرقة "السلطان سليمان شاه" والتي كانت سابقاً باسم "لواء خط النار"، انضم لها عدد كبير من المسلحين من جنسيات غير سورية ومن المتشددين والمتطرفين.
ويضيف الحمد، أن تلك الفصائل ضمت في صفوفها الكثير من العناصر الذين انشقوا عن "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) عندما هاجمت الأخيرة الفصائل السورية المسلحة عام 2018، حيث فضّل الكثير من هؤلاء العناصر ترك الهيئة والتوجه لتلك الفصائل والانضمام لها، مثل فصائل "الجيش الوطني" و"الجبهة الوطنية للتحرير".
عناصر "داعش" في صفوف "الجيش الوطني"
ويشير الحمد أن هناك الكثير من عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي ممن تمكنوا من الانضمام لفصائل "الجيش الوطني"؛ وغالبيتهم عناصر ومسلحين سوريين تم ضمهم بوساطة ضباط مقربين لهم.
ويتابع الحمد، أن العمليات الأمنية وملاحقة عناصر "داعش" في مناطق إدلب وريفها من قبل "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، أجبرت الكثير من المسلحين للتوجه إلى مناطق ريف حلب الشمالي وتغيير أسماءهم وأشكالهم والانضمام لفصائل "الجيش الوطني" بعد أن تردت أوضاعهم المعيشية.
وينوه الحمد أنه تم رصد وتوثيق وجود شرعيين وقادة متشددين بين هذه الفصائل، وذلك عبر متابعة الدورات الشرعية التي يتم تخريج العناصر منها والمنهج الذي يتم تدريسه لهم.
ويضيف الحمَد، أن من بين أكثر الفصائل التي يتواجد فيها متشددين وعناصر جهاديين هي "أحرار الشرقية، فيلق الشام، فرقة السلطان سليمان شاه" وفصائل في "الجبهة الوطنية للتحرير" مثل "الفرقة الساحلية الأولى التي يتواجد فيها نسبة كبيرة من الشيشان والمتشددين من دول خليجية مثل السعودية".
بدوره يقول قيادي سابق منشق عن "الجيش الوطني السوري" والذي فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، إن فصائل المعارضة المسلحة تضم الكثيرين ممن كانوا عناصر في جماعات جهادية متشددة، إضافة لوجود متشددين ضمن تلك الفصائل سابقاً.
ويضيف القيادي المنشق، أن الذين كانوا ينتمون لجماعات جهادية متشددة، انضموا لفصائل "الجيش الوطني" بعد انشقاقهم بسبب عدم موافقتهم على القتال بين الفصائل وتركهم لجماعاتهم.
ويشير القيادي المنشق أن من بين من انضم للفصائل، عناصر من "حركة أحرار الشام الإسلامية" التي حاربتها "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً ) وطردتها إلى مناطق ريف حلب الشمالي، حيث تُعرف هذه الحركة منذ نشأتها بوجود عشرات المتشددين فيها وهم عناصر سوريون وأجانب.
اجتماعات سرية بين "الجيش الوطني" و"هيئة تحرير الشام"
ويؤكد القيادي المنشق، أن "الجيش الوطني" لا يستطيع إنكار تشدد الكثير من قياداته وعناصره، وأن هناك اجتماعات تجري بسرية كاملة بين قيادات بارزين من "الجيش الوطني" و"هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، وهي زيارات متبادلة كان آخرها نهاية شهر حزيران/ يونيو حيث نظم اجتماعاً في مدينة "جسر الشغور" بريف إدلب الغربي؛ ضمَّ قياديين بارزين من الطرفين لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، إضافة للحديث عن إمكانية اندماج مناطقي وعسكري على مستوى الحكومتين "الإنقاذ" و"المؤقتة".
ويضيف القيادي المنشق، أن هناك عناصر ضمن تشكيلات فصائل "الجيش الوطني" متشددين أكثر من عناصر "داعش"، ولكن يوجد تكتم من هؤلاء العناصر الذين لا يشهرون حقيقة انتماءاتهم السابقة.
من جهته يقول إبراهيم قدري ( وهو اسم مستعار لشاب قاتل في عدة فصائل وينحدر من ريف حماة الغربي ويقطن في أحد مخيمات دير حسان بريف إدلب الشمالي، إنه تعرف على العديد من العناصر في تلك الفصائل بينهم مسلحين من جنسيات مختلفة ممن كانوا سابقاً في تشكيلات إسلامية وجماعات جهادية.
ويضيف قدري، أن نسبة من المسلحين في فصائل "الجيش الوطني" كانوا عناصر في تنظيم "داعش"، لكن الأكثرية هم مسلحين سابقين في "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) ومن بينهم شخص يدعى "عبد الرزاق قسوم" من مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي.
من قيادي في "هيئة تحرير الشام" إلى قيادي بفرقة "السلطان سليمان شاه"
ويتابع قدري أن "قسوم" كان قيادياً ومسؤولاً عن مقر عسكري لدى "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) في عام 2018، وتم نفيه لمناطق ريف حلب الشمالي بعد أن اكتشف أنه سرق العديد من الأسلحة والرشاشات والذخائر وباعها، حيث تم فصله وطرده من المنطقة بشكل كامل بعد تغريمه بمبلغ كبير من المال، وهو الآن قيادي في فصيل "فرقة السلطان سليمان شاه" التي يتزعمها محمد الجاسم الملقب بـ "أبو عمشة".
ويشير قدري إلى أن فصائل ما تعرف باسم "الجبهة الوطنية للتحرير" والتي تعتبر حالياً إحدى مكونات "الجيش الوطني"، يتواجد فيها متشددين وعناصر سابقين في جماعات جهادية مثل "الفرقتين الساحليتين الأولى والثانية وجيش إدلب الحر ولواء المشاة وجيش النخبة وجيش النصر وغيرها".
يذكر أن فريق الرصد التابع لمؤسسة ايزدينا في عفرين وثق أسماء بعض عناصر "الجيش الوطني السوري" الذين كانوا عناصر لدى تنظيم "داعش" الإرهابي و"هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، بينهم المدعو "محمد السلوم بن أحمد" وهو عنصر في "اللواء 112"، ومتواجد حالياً في قرية دوميليا/ الأمسية 20 كم شمال غربي عفرين، وكان سابقاً عنصراً لدى تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأكد فريق الرصد أن نحو /25 / عنصر سابق في تنظيم جند الأقصى "سرايا الأقصى سابقاً" يعملون الآن ضمن صفوف "اللواء 112" تحت إمرة القائد العسكري في اللواء المدعو "أبو بديع بلين".
الجدير بالذكر أن "الجيش الوطني السوري " يتبع بشكل كامل لسلطات الاحتلال التركي التي تدعمه مادياً وعسكرياً، حيث يسيطر ذلك الجيش على مناطق بريف حلب الشمالي، ويعرف بانتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان، وتسببه بنزوح مئات الآلاف من المدنيين ومصادرة ممتلكاتهم واحتلال مناطقهم وقراهم وإتباع سياسة تغيير ديمغرافي في المنطقة.
التعليقات