زين العابدين حسين-حلب/ ايزدينا
انتهى إيزيدو منطقة عفرين المحتلة من أداء فريضة صيامهم "صوم ايزي"، أمس الخميس، وذلك بشكل سري، خشية انتقام مسلحي ما يسمى "الجيش الوطني السوري" منهم وسخرية عائلات المسلحين الذين تم توطينهم في قرى الإيزيديين بغية تغيير ديمغرافيتها.
ويبدأ "صوم إيزي" لدى الإيزيديين في كل عام في أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس قبل بداية يوم الجمعة الأول من شهر كانون الأول الشرقي، ويقومون في اليوم الرابع بالاحتفال بالعيد والذي يكون يوم الجمعة الأول من شهر كانون الأول الشرقي، حيث تعتمد الإيزيدية على التقويم الشرقي أو الشمسي الذي يلي التقويم الميلادي بثلاثة عشر يوماً.
ويمتنع الإيزيديون خلال الأيام الثلاثة عن الطعام والشراب من الساعة الخامسة فجراً حتى بعد غروب الشمس بخمسة دقائق.
وقال فريق الرصد التابع لمؤسسة ايزدينا في عفرين إن الإيزيديين المتبقين في منطقة عفرين المحتلة، صاموا سراً تفادياً لسخرية المستوطنين الذين تم توطينهم في قرى الإيزيديين بغية تغيير ديمغرافيتها من جهة، وانتقام مسلحي المعارضة المسلحة منهم من جهة ثانية، حيث يصفونهم بأنهم على دين باطل.
وأضاف الفريق أنه رغم قلة عدد الإيزيديين المتبقين في منطقة عفرين المحتلة، إلاّ أنهم أدوا واجب الصيام في الأيام الثلاثة وسط إجراءات تحفظية خشية من معرفة أحد بذلك.
ويستمر مسلحو المعارضة الموالية لقوات الاحتلال التركي، بالتضييق المستمر على أبناء المكون الإيزيدي منذ احتلال تركيا لمدينة عفرين بغية تهجيرهم وإسكان ذويهم بدلاً عنهم.
ومنذ سيطرة القوات التركية ومسلحي المعارضة على منطقة عفرين، وثقت مؤسسة ايزدينا عشرات الانتهاكات التي قام بها مسلحي المعارضة بحق أبناء المكون الإيزيدي من عمليات قتل واختطاف حيث لا يزال مصير امرأتان ايزديتان مجهولاً حتى الآن وهما كل من آرين دلي حسن (22 عاماً)، من قرية كيمار والمتواجدة الآن في سجن عفرين المركزي المعروف باسم سجن مورته/ معراته، وغزالة سلمو من قرية "باصوفان" المتواجدة الآن في سجن "الشرطة العسكرية" بمدينة عفرين المحتلة، بحسب معلومات حصرية حصل عليها فريق الرصد التابع لمؤسسة ايزدينا.
كما قامت مؤسسة ايزدينا بتوثيق عشرات الانتهاكات من تدمير المزارات الإيزيدية إضافة لتدمير مقابر الإيزيديين مثلما حصل في قرية قيبار/الهوى 4 كم شرقي عفرين المحتلة في 14 نيسان/ أبريل الفائت حيث تفاجئ ايزيدو القرية أثناء زيارة مقبرة القرية بمناسبة رأس السنة الإيزيدية "جارشما سور" برؤية أغلب القبور وهي مدمرة.
ولم يكتفي مسلحو المعارضة المسلحة وقوات الاحتلال التركي بتدمير قبور والمزارات الدينية الإيزيدية بل عمدوا إلى تأسيس مدرسة ابتدائية شرعية بتمويل من جمعية الشيخ عبدالله النوري الكويتية المتهمة بأنها تستخدم كترانزيت لتمويل الإخوان المسلمين من قِبل تركيا وقطر بحسب ما نشره موقع 24 الإماراتي قبل نحو عامين من الآن، وذلك على أنقاض مقر اتحاد الإيزيديين في مدينة عفرين المحتلة في خطوة اعتبرها أبناء المكون الإيزيدي "استفزازية".
الجدير بالذكر أن عدد الإيزيديين في منطقة عفرين قبل احتلالها كان يقارب 35 ألف نسمة وفق إحصائيات غير رسمية، إلاَّ أنه ومنذ سيطرة قوات الاحتلال التركي ومسلحي المعارضة السورية الموالية لها على المنطقة في 18 آذار/ مارس 2018 لم يبقى فيها سوى أقل من ألف نسمة وفقاً لإحصاء سري قام به فريق ايزدينا في عام 2020.
التعليقات