شيروان عبدو-عفرين/ ايزدينا
حَرَمَ أحد المستوطنين من أقرباء مسلحي فصائل "الجيش الوطني السوري"، السكان الكُرد في إحدى قرى ناحية راجو شمال غربي مدينة عفرين المحتلة، من مادة الخبز.
وأفاد فريق الرصد التابع لمؤسسة ايزدينا في عفرين، أن المستوطن وليد قسوم والذي يملك أحد الأفران في قرية بعدينا/ بعدنلي 19 كم شمالي غربي مدينة عفرين المحتلة، وزع الخبز على أقربائه والمستوطنين في القرية والقرى المجاورة، بتاريخ 20 كانون الثاني/ يناير الجاري، وحَرَمَ السكان الكًرد الأصليين من الخبز.
وأضاف الفريق أن جميع السكان الأصليين في القرية لم يحصلوا على مخصصاتهم من مادة الخبز، وعند اعتراضهم على ذلك وحديثهم عن تقديم شكوى بحق المدعو وليد قسوم، هددهم الأخير بالمدعو عبد الكريم قسوم والذي يشغل منصب قيادي في اللواء 112 التابع لما يسمى "الجيش الوطني السوري" والذي يسيطر على قرية بعدينا/ بعدنلي.
وأشار الفريق أن سكان القرية الكرد اضطروا للذهاب إلى مركز بلدة راجو لشراء الخبز بضعف سعره المخصص، رغم صعوبة الطريق المغلق بسبب تراكم الثلوج.
وكان مسلحو اللواء 112، قاموا في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الفائت بخصم 300 ليرة تركية (ما يعادل 94 ألف ليرة سورية آنذاك) من المنحة التي قدمتها منظمة "القلب الكبير" لسكان قرية بعدينا/ بعدنلي.
وكانت مؤسسة ايزدينا وثقت في تقرير سابق قيام المستوطن وليد قسوم بالاستيلاء على معصرة المدني محمد حبش في قرية بعدينا/ بعدنلي وحوَّلها إلى مخبز آلي مستغلاً قرابته مع المدعو عبد الكريم قسوم والذي يشغل منصب قيادي في "اللواء 112".
يذكر أن نصف سكان قرية بعدينا/ بعدنلي الأصليين تم تهجيرهم، حيث قامت قوات الاحتلال التركي وفصائل المعارضة السورية الموالية لها، بإسكان المستوطنين المهجَّرين من مناطق سورية أخرى بدلاً عنهم وفق الأعداد التالية (100 عائلة من مدينة الرستن التابعة لريف مدينة حمص، منهم 40 عائلة يترأسهم مسلح يدعى "أبو النور طلاس"، والباقي من عائلة آل الشيخ (60 عائلة) ويترأسهم مسلح يدعى "أبو جاسم"، كما تم جلب 90 عائلة من قرية كفر بطيخ التابعة لناحية سراقب في محافظة إدلب ويترأسهم القائد العسكري "عبد الكريم قسوم" المكنى بـ "أبو جمال" والذي يعتبر المسؤول الأول عن إسكان المستوطنين في القرية).
الجدير بالذكر أنّ الأجهزة الأمنية التابعة لقوات الاحتلال التركي وفصائل ما تسمى "الجيش الوطني السوري" التابعة للمعارضة السورية تقوم باعتقال سكان منطقة عفرين المحتلة بتهم كيدية، حيث يتم تعذيب بعض المعتقلين بشكل وحشي ومن ثم إطلاق سراحهم بغية ترهيبهم وتهجيرهم من عفرين وذلك لدوافع قومية تارة ودينية تارة أخرى.
التعليقات