نادر سليمان-عفرين/ ايزدينا
اعتدى مستوطنان ينحدران من إحدى مدن الغوطة الغربية بريف دمشق، على مدني إيزيدي في قرية "باصوفان" الإيزيدية 17 كم جنوب مدينة عفرين المحتلة، قبل نحو أسبوعين، مستغلين معرفتهم بمسلحي ما يسمى "الجيش الوطني السوري".
وأفاد فريق الرصد التابع لمؤسسة ايزدينا في عفرين المحتلة، أن مستوطنين اثنين ينحدران من مدينة معضمية الشام التابعة لريف دمشق، اعتديا في 21 كانون الأول/ ديسمبر 2022 على المدني الإيزيدي شيخو عز الدين (55 عاماً) لأنه طلب منهما عدم رعي أغنامهما في أراضيه المزروعة بأشجار الزيتون، على أطراف القرية.
ويقيم المستوطنان اللذان اعتدا على المدني الإيزيدي في منازل المدنيين المهجرين من القرية، ولهم أقرباء يعملون مع مسلحي "فيلق الشام" التابع لما يسمى "الجيش الوطني السوري".
وأضاف فريق الرصد، أن المدني عز الدين وعند عودته من البقالية إلى منزله، اعترضه المستوطنين وقاما بضربه وإطلاق عشرات الشتائم بحقه، بسبب طلبه منهما بعدم رعي أغنامهما في أراضيه.
وذكر الفريق أن المستوطنين هددوا المدني الإيزيدي بأنهم سيستمرون في اعتراض طريقه ورعي أغنامهم في أراضيه المزروعة حتى يهجر القرية، وأنهم سيستولون على جميع أملاكه كونه إيزيدي وكون جميع أملاكه مباحة لهم "وفق تعبيرهم".
وأشار الفريق إلى أن المستوطنين نعتوا عز الدين بعدة ألفاظ عنصرية ذو دلالة دينية كونه من أبناء الديانة الإيزيدية.
ونوه الفريق إلى أن المدني الإيزيدي قام بتقديم شكوى لدى المقر مسلحي "فيلق الشام" في القرية، والمقر الرئيسي لهم في قرية إيسكا/ إسكان التابعة لناحية شيراوا 18 كم جنوبي مدينة عفرين المحتلة، ولكنهم رفضوا شكواه وأخبروه بأنه سيسجن أيضاً في حال تسجيل الشكوى معتبرين الموضوع "مشاجرة" وليس اعتداء.
وأكد الفريق أن المستوطنين مازالوا مستمرين بالتضييق على المدني عز الدين حتى الآن، كونه يعيش وحده هو وزوجته في القرية، فيما يقيم المستوطنان في المنازل المستولى عليها القريبة من منزله.
وكان مسلحو "الأمن السياسي" اعتقلوا الشاب الإيزيدي حنان حميد بن أيبو (35 عاماً) في كراج عفرين، بتاريخ 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، عندما كان رفقة عائلته، أثناء تواجدهم في الكراج للعودة إلى مكان إقامتهم في بلدة شرا/ شران 13 كم شمالي شرق عفرين المحتلة، وذلك بتهمة أداء الخدمة الإلزامية لدى القوات العسكرية التابعة للإدارة الذاتية الديمقراطية أثناء فترة إدارتها لمنطقة عفرين.
وكان مسلحو فرقة "السلطان مراد" التابعة لما يسمى "الجيش الوطني السوري"، كتبوا شعارات مسيئة على واجهة مزار "قره جرنه" بريف عفرين المحتلة، ذو المكانة الدينية لدى أبناء المنطقة الأصليين من مسلمين وإيزيديين، منتصف شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2022.
يذكر أن أعداد الإيزيديين في منطقة عفرين المحتلة قبل احتلالها كان يقارب 35 ألف نسمة وفق إحصائيات غير رسمية، إلاّ أنه ومنذ سيطرة قوات الاحتلال التركي ومسلحي المعارضة السورية الموالية لها على المنطقة في 18 آذار/ مارس 2018 لم يبقى فيها سوى أقل من ألف نسمة وفق لإحصاء سري قام به فريق ايزدينا في عام 2020.
التعليقات