دلدار شنكالي - شتوتغارت / ايزدينا
تحت عنوان التوافق على رؤية إيزيدية موحدة والتوجه نحو مؤتمر إيزيدي عام يضم الإيزيديين المنتشرين في جميع أنحاء العالم، دعت بعض الشخصيات الإيزيدية إلى حضور اجتماع موسع يعبر فيه الإيزيديون عن تطلعاتهم وآمالهم، حيث عقد اجتماعاً في برلين شهر نيسان/أبريل الماضي وتم الاتفاق على مجموعة من الخطوط العريضة التي مازالت تفاصيلها مبهمة إلى حد ما.
اجتماع برلين مَهَدَ للمؤتمر الإيزيدي العام
الاجتماع الذي عقد في نيسان/ أبريل من العام الجاري بمبنى البرلمان الألماني في برلين، حضره ما يقارب مئة وخمسين شخصية إيزيدية، وبعدها تم الاتفاق على العمل من أجل انعقاد مؤتمر إيزيدي عام يشارك فيه 470 شخصية، يتم ترشيح حوالي مئة شخصية من بينهم ليتم تمثيلهم ضمن "البرلمان الإيزيدي العالمي".
وبحسب تصريح القائمين على المؤتمر لموقع ايزدينا، فإنه تم اختيار لجنة تحضيرية مؤلفة من 33 شخصية لتنظيم المؤتمر، وقامت اللجنة بدعوة جميع الشخصيات والجمعيات والأحزاب والحركات الإيزيدية لحضور المؤتمر.
وأكد الحاضرون على احترام حق الإيزيديين في شنكال بتقرير مصيرهم بأنفسهم، وطالبوا بالحفاظ على ديموغرافية مناطق شنكال وشيخان، و"تشكيل محكمة دولية وأخرى محلية لتحقيق العدالة وتقديم من شارك في ارتكاب الإبادة إلى العدالة"، فضلاً عن توصيات أخرى.
غياب وثيقة توضح ماهية مشروع البرلمان الإيزيدي
وبقيت الرؤية التعريفية للبرلمان الإيزيدي الذي سيتمخض عن هذا المؤتمر المزمع عقده غائباً، رغم أن القائمون عليه عقدوا العديد من الاجتماعات مع مختلف الأطراف الإيزيدية، ولكن عضو اللجنة التحضيرية أزهر بيتي أوضح في تصريح لموقع ايزدينا أن "أعضاء المؤتمر سيقررون لاحقاً طبيعة الرؤية، حيث أن الأهمية الآن هي لتوحيد الصف الإيزيدي".
ويرى مراقبون إيزيديون أن اللجنة التحضيرية لم توضح للشارع الإيزيدي ماهية عمل الكيان المرتقب فيما إذا كان سياسياً أم دينياً أم اجتماعياً يهتم بالشأن الثقافي، فالجانب السياسي وبحسب المراقبين، لا يمكن للكيان الجديد العمل عليه مع توزع الإيزيديين المشاركين فيه على جغرافية عدة دول منها العراق، تركيا، سوريا، وروسيا، حيث أن لكل دولة نظام حكم مختلف عن الآخر، فضلاً عن أن الإيزيديين داخل هذه الدول تختلف مطالبهم السياسية من دولة لأخرى، لذلك يصعب الاتفاق فيما بينهم ضمن جسم سياسي يوحد مطالبهم أو رؤيتهم السياسية.
ويؤكد أزهر بيتي في تصريحه أن "المشروع ليس دينياً بحتاً، وهو بعيد عن هذا الجانب، ويحاول الاهتمام بالجانب السياسي والعمل على لملمة الأطراف تحت مظلة الايزيدياتي" موضحاً أن العمل سيكون "بعيداً كل البعد عن الأحزاب وسياساتها".
ويرى عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر فهمي حسن في تصريح لايزدينا أن المؤتمر أو المشروع سيعمل "تحت مظلة الإيزيدياتي فقط، من أجل خدمة القضية الإيزيدية وتعريف الجهات بهذه الأهداف مع احترام كل التوجهات شريطة أن لا توثر أية جهة سياسية على هذا المشروع".
مجلس ديني ضمن تشكيلة البرلمان الإيزيدي
وأطلقت اللجنة التحضيرية مجلساً باسم المجلس الروحاني ضمن تشكيلة البرلمان الإيزيدي التنظيمية، مما أثار تخوفاً من قبل بعض المراقبين بأنه سيحل مكان المجلس الروحاني في لالش، ولكن أزهر بيتي أكد أنهم حصلوا على "الضوء الأخضر من المجلس الروحاني الذي يحظى بمشاركة هامة داخل المؤتمر"، الأمر الذي لم يستطع موقع ايزدينا التأكد منه من المجلس الروحاني الذي لم يعلق على الموضوع.
توزيع مقاعد البرلمان دون مراعاة التوزيع السكاني
ونشرت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الإيزيدي العام في وقت سابق عدد الأشخاص الذين سيمثلون الإيزيديين داخل البرلمان الإيزيدي، حيث تم توزيع المقاعد وفقاً لنسبة معينة لم يتم فيها مراعاة التوزيع السكاني للإيزيديين بالشكل الصحيح بحسب متابعين، فتم منح 17 مقعداً لإيزيدي تركيا علماً أن النسبة السكانية للإيزيديين في تركيا لا تتجاوز بضعة آلاف، في المقابل تم منح إيزيديي سوريا الذين يقارب عددهم 200 ألف نسمة وفقاً لإحصائيات غير رسمية، 11 مقعداً فقط، أما ايزيديي العراق فتم منحهم 54 مقعداً، وروسيا وقفقاسيا 17 مقعداً، أما أوروبا 8 مقاعد، وأمريكا وكندا وانكلترا 5 مقاعد.
وبحسب مراقبين فإن هذه التوزيعات "البرلمانية" تحتاج إلى "وثيقة وصياغة قانونية مناسبة تأتي في مراحل لاحقة من الاتفاق على ماهية وعمل وصلاحيات البرلمان، وليس في الوقت الحالي مع غياب أية وثيقة تحدد النظام الداخلي للبرلمان".
إيزيديي سوريا والمشاركة في المؤتمر الإيزيدي العام
وضمن فعاليات اللجنة التحضيرية، اجتمع الأسبوع الماضي مجموعة من الإيزيديين بمبادرة من التجمع الإيزيدي السوري، في مدينة بيلفيلد بألمانيا، للحديث عن أهمية المشاركة في المؤتمر الإيزيدي العام، وذلك وفقاً لما نشر على صفحة التجمع في الفيسبوك، وأكدوا أنهم اتفقوا على تشكيل لجنة تحضيرية لهم للاجتماع مجدداً، إلا أن الاجتماع غاب عنه العديد من الشخصيات والجمعيات والمراكز الإيزيدية السورية.
يذكر أن اللجنة التحضيرية التقت في وقت سابق بالرئيس المشترك لمنظمة المجتمع الكردستاني السيد جميل بايك، وذلك في جبل قنديل، حيث أبدى الأخير مساندته للمؤتمر وفقاً لما نشره أعضاء اللجنة، كما زارت اللجنة العراق والأحزاب السياسية في إقليم كردستان والتقت برئيس مجلس وزراء إقليم كردستان.
الصورة للجنة التحضيرية أثناء لقاءها مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم
التعليقات