لاوند مصطفى - دوسلدورف / ايزدينا
احتجت نائبة رئيس كتلة حزب اليسار سفيم داغدلن في مجلس النواب الاتحادي الألماني "البوندستاغ" أثناء جلسة برلمانية أمس الثلاثاء على حظر رفع علم وحدات حماية الشعب الكردية، في ألمانيا، فيما أوضح مدير المركز الكردي للدراسات نواف خليل لموقع ايزدينا أن ما قامت به النائبة الألمانية ليس غريباً، مشيراً أن ألمانيا تتحالف مع القوات الكردية، ولكن لا يتم إظهار وتوضيح ذلك للشعب الألماني.
وأوضحت داغدلن في كلمة لها خلال النقاش حول تمديد مهمة الجيش الألماني الداعمة للحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا والعراق، "أنه من السخافة والسخرية التي لا يمكن مجاراتها سياسياً أن يتم إرسال الجيش الألماني لقتال "داعش"، وحظر علم أولئك الذين يواجهون داعش بشجاعة منذ أعوام"، وقامت النائبة الألمانية برفع علم وحدات حماية الشعب الكردية المطبوع على ورقة.
وتعليقاً على الموضوع أوضح مدير المركز الكردي للدراسات نواف خليل لموقع ايزدينا أن دفاع البرلمانية الألمانية عن وحدات حماية الشعب ووقوفها ضد القرار الذي يقضي بمنع رفع أعلام وحدات حماية الشعب، ليس غريباً، مشيراً أن "الغريب صمت بقية البرلمانيين وخاصة من حزب الخضر والحزب الاشتراكي"، موضحاً أن ذلك "يعود للمصالح الحزبية المتناغمة مع تركيا"، مستغرباً "خشية البرلمانيين الذين يمثلون إرادة الشعب الألماني من قول كلمة حق عن أولئك الذين يدافعون عن العالم بأسره"، مضيفاً أن "ألمانيا تتحالف مع القوات الكردية سواء على الصعيد العملي أو الاستخباراتي، ولكن يخبئون ذلك عن الألمان".
وأضاف خليل أن "الإدارة الذاتية تقوم بواجبها بشكل كبير سواءٌ من الناحية العسكرية أو الأمنية أو السياسية، وهي تحمي هذه الدول ليس فقط عبر قتال "داعش"، وإنما من خلال تقديم ما يمّكن لهذه الدول للوصول إلى الإرهابيين وإفشال عملياتهم الإرهابية".
وأشار خليل "أن الإعلام الألماني لم يسلط الضوء على تأكيدات التحالف الدولي الذي يتكون من أكثر من سبعين دولة بأن حلفائها في سوريا هم قوات سوريا الديمقراطية، ووحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة، فضلاً عن تصاريح لقادة أمريكيين وغربيين أشادوا ببطولات هذه القوات، منهم الرئيس الروسي بوتين"، مضيفاً أن قوات النخبة في الأسايش HAT شاركت القوات الخاصة البريطانية في عمليات الإنزال أثناء استهداف قيادات "داعش".
وأضاف خليل أن "هناك مصالح بين الدول تلعب دورها في هذه الأمور، لكن أن تصل لهذه الدرجة من الابتزاز فقط لإرضاء تركيا، فإن ذلك ليس مقبولاً ولا يمثل رأي الناخبين الألمان الذين انتخبوا هؤلاء البرلمانيين".
وأكد خليل أنه "لولا هذه الأعلام الكردية التي تمنعها اليوم ألمانيا، لكانت الرقة مليئة بالأعلام السوداء لـ "داعش"، التنظيم الذي ارتكب العديد من المجازر، والعديد من الأعمال الإرهابية التي طالت الدول الأوروبية".
وكانت وسائل إعلام ألمانية ذكرت أن رئيس البرلمان فولفغانغ شويبله، وبخ داغدلن على رفع العلم، واعتبر سلوك النائبة "ليس برلمانياً على أقل تقدير"، وما كان يجب أن يحصل.
وقال وزير الخارجية زيغمار غابرييل في رد على النائبة "إن حزب العمال الكردستاني محظور في ألمانيا، لانخراطه في أعمال إجرامية"، فيما اعترضت داغدلن على كلامه، مؤكدة أنها لم تتحدث عن حزب العمال الكردستاني بل عن الوحدات الكردية في سوريا.
وانتقدت داغدلن، وزير الخارجية، الذي دافع عن حظر العلم، واتهمته بالنفاق عند إرسال الحكومة الجيش الألماني لقتال "داعش" مع الأمريكيين، ثم تجريم الوحدات الكردية في ألمانيا، الذين من المفترض أنهم يقاتلون مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، طالبة الإجابة عن سؤال فيما إذا كان حظر علم وحدات حماية الشعب صحيحاً في ألمانيا مع أنهم يقاتلون سوية في سوريا، سيما وأنه ليس موجوداً في أي من لوائح المنظمات الإرهابية.
واتهمت النائبة الألمانية، وزير الخارجية غابرييل بالعمل كخادم لدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي قالت إنه يطلب من الحكومة الألمانية تجريم الأكراد.
ورد غابرييل اتهامها للحكومة بالخضوع لضغط أردوغان، قائلاً "إنه لا يتم حظر أي منظمة في البلاد، بناء على طلب أحد في الخارج"، فيما أشارت داغدلن "أنه ليس لديه إجابة عن سؤالها".
يذكر أن السلطات الألمانية أصدرت في العاشر من آذار 2017 قراراً ، بحظر رفع صور عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني PKK، المعتقل في تركيا منذ 1999، فضلاً عن 33 شعاراً ورمزاً تمثل الحزب في جميع الولايات الألمانية.
التعليقات