فدوى حمو - عفرين / ايزدينا
أدى وصف الفنان همام حوت للإيزيديين بـ "عبدة الشيطان" في برنامج السيناريو الذي يُعرض أسبوعياً على شاشة قناة أورينت، إلى موجة سخط واستياء لدى الكرد بشكل عام والإيزيديين بشكل خاص، وعبّر بعض أهالي مدينة عفرين من النشطاء والمتابعين للبرنامج عن آراءهم لموقع ايزدينا حول هذه الإساءة التي قام بها الفنان السوري المعروف.
يقول المواطن عبد الرحمن سيدو من أهالي مدينة عفرين لموقع ايزدينا "أن البرنامج الساخر الذي قدمه همام حوت، بيّن فيه الواقع المعاش أيام النظام السوري، وكيفية تعامل الضباط السوريين مع المجندين وتمييزهم بحسب المنطقة والطائفة والعرق والدين"، مضيفاً أن البرنامج "أساء لكافة مكونات النسيج السوري قبل الإساءة للكرد الإيزيديين، نتيجة أسلوبه المباشر في إيصال أفكاره للجمهور وشريحة المتابعين له".
وأضاف سيدو "أنه كان بإمكان همام حوت تمثيل معاناة السوريين وخاصة المجندين، لكن ليست بهذه الطريقة المباشرة التي تطرق فيها إلى الشتائم ووصف الكورد الإيزيديين بأنهم "عبدة الشيطان"، مشيراً أنه من الأجدر ظهور الفنان مجدداً ضمن برنامجه، الذي يتم عرضه على شاشة أورينت "والاعتذار بشكل رسمي للكرد الإيزيديين وباقي مكونات الشعب السوري".
بدوره أكد الصحفي محمد بلو لموقع ايزدينا "أن لـ همام حوت سجل مليء ومتشح بالسواد في التمييز العنصري واحتقار الآخرين"، مضيفاً "أنه في تسعينات القرن الماضي استغل شخصية "أيحو" العفريني للسخرية من كورد عفرين، وإظهاره بهيئة الإنسان الغبي والساذج الذي لا يعرف اللغة العربية".
وتابع بلو "أن المفارقة كانت أن المقطع المسرحي الصوتي يعرض في السرافيس وورشات الخياطة والمحلات التجارية في أحياء الأشرفية والشيخ مقصود على مسامع الجمهور الكردي المقيم هناك، حيث كان بين الكرد من هو سعيد بإنجاز همام حوت ليس لخفة دمه وإنما بسبب ذكره لكلمة "كردي" في تلك الأوقات، نتيجة القمع ومحاربة أي شيء يمت للكرد بصلة عند النظام السوري".
وأضاف بلو "أن تطاول همام حوت على الكرد الإيزيديين ووصفهم "بعبدة الشيطان"، استهداف جديد لأتباع هذه الديانة، مشيراً أن البرنامج ينتزع من الفن رسالته المتمثلة في دعم القيم الإنسانية وبضرب مفاهيم التسامح والتعايش السلمي المشترك بين الديانات والطوائف".
من جهته أوضح مصطفى حمو من أهالي مدينة عفرين لايزدينا "أن مهاجمة همام حوت للكرد الإيزيديين بهذه الطريقة ما هو إلا إرضاء لأسياده الذين يمدونه بالمال".
وتعتبر الديانة الإيزيدية أولى الديانات التي آمنت بوحدانية الله وفقا للميثولوجيا الإيزيدية، كما أن الإيزيديون غير معترف بهم في سوريا، ولا يمتلكون قانوناً للأحوال الشخصية كغيرهم من الأديان، لذلك يعقدون زواجهم في المحاكم الشرعية الإسلامية ويتعلمون في المدارس التي تعلم الديانة الإسلامية.
وينتشر الكرد الإيزيديين في منطقة عفرين في قرى "قسطل جندو، قطمة، قيباره، ترنده وغيرها من القرى، ولا يوجد إحصائيات لأعدادهم، ويمارسون طقوسهم وأعيادهم بشكل مستمر، في حين تتعرض هذه القرى للقصف المستمر من قبل المسلحين الذين يتلقون الدعم من تركيا في مدينة إعزاز وريفها.
يذكر أن موقع ايزدينا تقدم بورقة احتجاجية إلى إدارة قناة أورينت وأسرة برنامج "السيناريو"، حيث وصف البرنامج أتباع الديانة الإيزيدية بأنهم "عبدة الشيطان"، وأشارت الورقة إلى استغلال التنظيمات المتشددة لمثل هذه الأوصاف في شن هجمات على الإيزيديين، وطالب الموقع إدارة القناة بتقديم اعتذار رسمي للإيزيديين عن الإساءة التي قامت بها بحق أتباع هذه الديانة المسالمة.
الصورة بعدسة ايزدينا لإمرأة ايزيدية تحتفل بعيد رأس السنة الايزيدية في عفرين
التعليقات