علي بير - شنكال / ايزدينا
اختلفت آراء الناشطين والمثقفين حول زيارة رئيس ديوان الوقف السني لمعبد لالش في قضاء شيخان بإقليم كردستان، ما بين مرحب للزيارة ورافض لها وفقاً للاستطلاع الذي أجراه موقع ايزدينا.
وزار رئيس ديوان الوقف السني الدكتور عبد اللطيف الهميم معبد لالش أول أمس الجمعة في إطار حملة المصالحة الوطنية التي يقودها، حيث استقبله وكيل أمير الإيزيديين في العالم السيد حازم تحسين بك وسماحة بابا الشيخ وأعضاء المجلس الروحاني الإيزيدي، حيث أوضح الهميم أن العلاقة الإيزيدية الإسلامية جيدة قائلاً "إننا إخوة في هذا البلد، ومنذ أكثر من 7000 سنة نتعايش بسلام".
وفي أول رد فعل رسمي على زيارة الوقف السني ، أصدرت المديرية العامة لشؤون الإيزيدية في وزارة أوقاف حكومة إقليم كردستان، بياناً احتجاجياً تساءلت فيه عن مواقف القائمين على إدارة الوقف السني عندما "غزا تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، قرى وقصبات منطقة شنكال/سنجار".
وأوضح البيان أن المديرية "طرقت كل الأبواب مناشدة لإغاثة الإيزيديين "إلا أنها لم "تجد منهم (في إشارة إلى الوقف السني) أي تناغم مع مصيبتهم"، وأضاف البيان أن المديرية كانت تتمنى من الوقف السني "إدانة أو استنكار ضد تلك الجرائم"، وأنها "لا تحمل ديوان الوقف السني في العراق عن ما اقترفه إرهابيي داعش، ولا تلومهم لأنهم لم يحملوا السلاح بوجه داعش".
بدوره قال الناشط الإيزيدي إسماعيل جعفر لموقع ايزدينا "أن زيارة الوفد دلالة على شعور المسلم، وخاصة السني، بأنه مقصر بحق هذا المكون الأصيل وصاحب أرض ميزوبوتاميا"، مضيفاً " أن الشعب الإيزيدي خسر الكثير في الإبادة الأخيرة في آب٢٠١٤"، مشيراً أن ذلك ليس مبرراً لمحاربة الآخر، وأنهم سيكونون أضعف دون دعم أية جهة صاحبة قرار أممي.
وأضاف جعفر أنه يجب عليهم "التصرف وفق المنطق والعقل مع البقية، من أجل العيش بأمان في أرض الأجداد"، مشيراً أنه كشخص إيزيدي يرى أن "الزيارة إيجابية وتدخل ضمن خدمة القضية الإيزيدية".
وتساءل الباحث داود مراد الختاري في تصريحه لموقع ايزدينا عن إمكانية طرد الضيوف، موضحاً "أن القاصي والداني يعلم ماذا حل بهم من مأساة نتيجة الغزو الداعشي، وأن الوقف السني لم يصدر بياناً رسمياً بهذا الصدد خوفاً من أبناء المذهب السني كون أكثر مناطقهم تحت سلطة وفكر داعش".
وحول استقبال المجلس الروحاني للوفد أوضح الختاري "هناك فرق بين الدعوة والاستقبال، بما أنهم لم يرسلوا بدعوة إلى الوقف السني فهم غير مذنبين، لكن من واجبهم استقبال كافة الزوار في لالش".
من جانبه أكد الإعلامي قائد شنكالي لموقع ايزدينا أن الزيارة جاءت "في وقت متأخر جداً"، حيث أن موقف الوقف السني طيلة السنوات الماضية بعد دخول داعش الإرهابي إلى مناطقهم "كانت سلبية بدرجة عالية"، مضيفاً أن الوقف السني لم يستنكر "ما فعله تنظيم داعش الإرهابي بحق الإيزيديين من سبي واغتصاب النساء وأسر وتهجير عبر بيان أو بشكل رسمي إلى هذه اللحظة"، مشيراً أن "هذا الموقف مخجل جداً".
وأوضح المحامي قاسم خلف لموقع ايزدينا أن "زيارة الوقف السني خطوة مهمة وإيجابية نحو المصالحة الوطنية الحقيقة بين مكونات المجتمع، والقضاء على المشاكل المذهبية والعرقية في العراق"، مشيراً إلى دعمه لـ "تعاون المعنيين مع أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية لتحقيق المزيد من التقدم والازدهار في إيجاد الحلول والكف عن إراقة الدماء".
التعليقات