كل استان نجار - عفرين / ايزدينا
في جبل ليلون الشامخ وعلى سفوحه ومحيطه ناحية شيراوا المعروفة بقوة وصلابة أهلها، تتبعها الكثير من القرى الإيزيدية مثل "باصوفان وباعي وبراد وكيمار وايسكا وشاديرة وغزاوية وبرج عبدالو وعين دارة"، حيث تتجاوز نسبة الإيزيديين في هذه القرى نصف سكانها.
وفي هذه الأيام العصيبة، تشهد قرية باصوفان قصفاً حاداً وكثيفاً، كونها قرية ومستهدفة من قبل الجماعات الإرهابية القريبة منها منذ عدة سنين، حيث أن محاولات تلك الجماعات لاجتياح القرية مستمر، كما أن قريتي "ايسكا وشاديرة" التي شهدت نزوحاً كبيراً منها وأصبحت شبه خالية بسبب المعارك والاشتباكات.
ورغم أن القرى الإيزيدية كان وضعها جيداً قبل العملية العسكرية التي تشنها تركيا وحلفاءها، إلا أن خوف أهالي تلك القرى من هجمات الإرهابيين كان واقعاً تعيشه تلك القرى الإيزيدية وسكانها العزل.
أما المشهد الآن في هذه القرى، فإن أغلب العائلات المجتمعة في منازلها، في حالة تأهب للهروب إلى الملاجئ القريبة مثل الكهوف وأقبية المنازل، كما أن حالة الخوف مرسومة بشكل واضح على وجوه النساء والفتيات والأطفال، حيث عانى أقرناهم الإيزيديين في شنكال من تلك الجماعات الإرهابية، وما زالت صور التعذيب الجسدي والنفسي في مخيلتهم.
مشكلة أخرى يعاني منها أهالي هذه القرى في التعامل مع كبار السن، حيث أن الكثير منهم لا يقوون على الحركة، ومع القصف يحتار الناس في أمرهم، هل يتركون تلك الأرواح تحت تلك السقوف وينجو بأنفسهم، أم ينتظروا المصير نفسه سوية مهما كان، مشهد يغلب فيه الحزن والبكاء على الجميع.
ورغم أن الطعام والشراب متوفر لدى الجميع، حيث أن كل عائلة قامت مع بداية الهجمات العسكرية التركية على المنطقة بإدخار وتوفير الأطعمة، إضافة إلى صنع المونة من المربيات والجبن واللبن، والاقتصاد في استخدام المياه والمازوت، لكن بعض الأدوية أصبحت مفقودة مع مرور الوقت.
ورغم كل ذلك فأهالي القرى الإيزيدية صامدون رغم مرور سبعة أيام من القصف المتواصل والحصار، فيما لم تتمكن القوات المهاجمة من التقدم خطوة إلى الأمام.
الصورة لعائلات كردية مختبئة داخل الكهوف
التعليقات