أورهان كمال- الحسكة/ ايزدينا
تسبب توقف ضخ المياه من محطة علوك بريف سري كانيه/ رأس العين باتجاه مدينة الحسكة لأكثر من أربعة وعشرون يوماً، بمعاناة نحو مليون شخص في شمال وشرق سوريا من شح في المياه نتيجة إيقاف تشغيل المحطة من قبل القوات التركية وفصائل المعارضة السورية المسلحة الموالية لها.
تقول المواطنة ياسمين الخالد 35 عاما وهي من سكان حي "تل حجر" بالحسكة إنهم يضطرون لشراء المياه من الصهاريج بمبلغ ألف ليرة سورية لكل برميل، في ظل الأوضاع المادية الصعبة للمواطنين.
وتطالب الخالد بضرورة إيجاد حل جذري لأزمة المياه في الحسكة، مشيرة إلى أن استمرار الوضع بهذا الاتجاه ينذر بكارثة إنسانية".
وكانت 88 منظمة وجمعية ومؤسسة من منظمات المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية والحقوقية العاملة في المنطقة وفي بعض الدول الأوربية أصدرت بيانًا اليوم الاثنين، طالبت فيه المجتمع الدولي بتحييد محطة علوك عن الصراع السياسي والعسكري في المنطقة.
من جهته يوضح عبدالله سليمان 45 عاما من سكان "حي الكلاسة" في الحسكة أن الأهالي باتو يعتمدون على مياه الآبار غير الصحية، مشيراً إلى أنه لولا الآبار الموجودة في بعض الاحياء لكان الوضع كارثي منذ انقطاع ضخ المياه من محطة علوك.
ويضيف سليمان أن على أطراف الصراع في المنطقة تحييد موضوع المياه عن الخلافات بينهم، كونه موضوع إنساني يؤثر على المدنيين بالدرجة الأولى.
وتعتبر محطة علوك المصدر الوحيد لمياه الشرب لنحو 800 ألف شخص من سكان المنطقة وكذلك لآلاف النازحين الذين يقيمون في المخيمات القريبة من مدينة الحسكة.
إلى ذلك أوضحت مديرة مؤسسة المياه في الحسكة سوزدار أحمد لموقع ايزدينا "أنه رغم إعلان تشغيل المحطة، لكن المياه لم تصل حتى الآن إلى الحسكة".
وأضافت أحمد "أنهم بحاجة إلى 48 ساعة من وصول المياه حتى يتم تعبئه الخزانات ومن ثم ضخها إلى أحياء المدينة".
وحول المشروع الذي أطلقته الإدارة الذاتية في منطقة "الحمه" لتوفير المياه لمدينة الحسكة، أوضحت أحمد أنه تم تشغيل 25 بئر من أصل 50، حيث يتم إجراء بعض التحاليل من أجل التأكد من نظافة المياه وصلاحيتها للشرب".
وأكدت أحمد أنه سيتم الانتهاء من إجراء التحاليل اللازمة اليوم الاثنين، وبعدها سيتم ضخ المياه باتجاه احياء مدينة الحسكة.
الجدير بالذكر أن الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية المسلحة الموالية لها، أعلنت عن عملية عسكرية في شمال وشرق سوريا باسم "نبع السلام" في التاسع من شهر تشرين الأول/ اكتوبر 2019 ما أدى لسيطرة الجيش التركي على مدينتي سري كانيه/ رأس العين وكري سبي/ تل أبيض وأجزاء من ريفهما، ونزوح مئات الآلاف من السكان المحليين من منازلهم باتجاه مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
التعليقات