فادي الأسمر- إدلب/ ايزدينا
شهد عام 2021 سلسة من حالات الاعتداء من قبل عناصر يتبعون لفصائل عديدة منضوية تحت مظلة ما يسمى "الجيش الوطني السوري" الموالي لقوات الاحتلال التركي، على مدنيين وصحفيين وكوادر طبية وتجار وصناعيين ومزارعين وغيرهم من فئات المجتمع المدني في مناطق متفرقة من ريف حلب الشمالي.
ورصد موقع ايزدينا بعض هذه الحالات ووثقها بالتاريخ، كما التقى عدد من المتضررين جراء هذه الاعتداءات المتكررة من قبل تلك الفصائل الموالية لقوات الاحتلال التركي.
ففي 26 شباط/ فبراير 2021 اعتدت مجموعة مسلحة تابعة لفصيل "أحرار الشرقية" على أحد الأطباء في مشفى "المحبة" بمدينة عفرين المحتلة، بعد أن قام أحد المسلحين بإسعاف امرأة للمشفى، حيث تم استقبال المرأة وطلب من المسلح الخروج من المشفى كونه مخصص للنساء فقط، فخرج المسلح ثم عاد مع مجموعة مسلحة واعتدوا على أحد كوادر الإسعاف وعلى حارس المشفى.
وفي الخامس من شهر نيسان/ أبريل 2021 اعتدى عناصر يتبعون لفصيل "الجبهة الشامية" على طالبات وطلاب في جامعة "النهضة" بمدينة إعزاز المحتلة، حين تظاهروا ضد قرار إيقاف عدد من الكليات في الجامعة.
وفي 21 أيار/ مايو 2021، اعتدى مسلحون يتبعون لفصيل "فرقة السلطان مراد" على عدد من الصحفيين والمدنيين قرب معبر "أبو الزندين" في مدينة الباب المحتلة، بعد أن طالب المدنيون السماح بدخول مهجَّرين؛ هجرتهم قوات النظام من قرية "أم باطنة" في محافظة القنيطرة.
وفي الرابع من شهر حزيران/ يونيو 2021، أقدم مسلحون يتبعون لفصيل "لواء الوقاص" على اعتقال وضرب 12 مدنيًا ينحدرون من قرية "هيكجه/ بدر" التابعة لناحية جنديرس وذلك بعد محاولتهم منع رعاة أغنام من الرعي في بساتينهم.
الاعتداء على صيدلي
وهاجم أحد العناصر المنضوين تحت راية فصيل "فرقة السلطان مراد" صيدلي يعمل في صيدلية الحكيم قرب دوار نوروز بمدينة عفرين المحتلة في السادس من شهر حزيران/ يونيو 2021، وقام بضربه وترهيبه بالسلاح بسبب عدم موافقته إعطاءه دواء يسبب الإدمان بدون وصفة طبية.
واعتدى مسلحون يتبعون لفصيل "لواء السمرقند" على أحد المدنيين في مدينة عفرين المحتلة، وضربوه بسبب محاولته منعهم من اقتلاع أعمدة الكهرباء من أمام منزله لبيعها، في 18 حزيران/ يونيو 2021.
كما اعتدى مسلحون يتبعون لفصيل "الجبهة الشامية" بالضرب المبرح على المدني محمد طوبال بن عثمان 47 عاماً من أهالي قرية "ماملي/ الثدي" التابعة لمدينة راجو بريف عفرين المحتلة، بعد اعتقاله على خلفية تقديمه شكوى ضد القيادي علاء حسين صقر بعد استيلاء الأخير على "فيلا" تعود ملكيتها للمدني، في 29 أيلول/ سبتمبر 2021.
وفي 26 تشرين الأول/ أكتوبر 2021 عمد عنصر يتبع لما يعرف بـ "الضابطة الأمنية" التابعة لما يسمى "المجلس المحلي" في عفرين المحتلة إلى ضرب وإهانة أحد الإداريين في "الضابطة الأمنية" المدعو "جمعة حللي" (60 عاماً)، حيث رصدت كاميرات المراقبة كيفية ضرب العنصر للرجل المسن أمام باب "المجلس المحلي" وطرده إلى الشارع وإهانته أمام المارة من المدنيين.
سرقة الأغنام
وأقدم مسلحون يتبعون لفصيل "فرقة الحمزة" على سرقة نحو 50 رأساً من الأغنام تعود ملكيتها للمواطن نايف فاروق بن حسن والذي كان يرعى بها قرب قرية "كيمار" التابعة لمدينة عفرين المحتلة في الرابع من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، ثم عمد المسلحون إلى ضربه بشكل مبرح وذلك بعد سرقة قطيع الأغنام بقوة السلاح، وبنفس التاريخ قام عناصر يتبعون لـ "فرقة الحمزة" بطرد امرأة من منزلها الكائن في قرية "جويق/ الخضراء" التابعة لمدينة عفرين المحتلة، وقاموا بسرقة منزلها بما فيه من أثاث، وقاموا بتوطين عائلة أحد العناصر في منزلها.
وفي الأول من شهر كانون الأول/ ديسمبر 2021، هاجمت مجموعة مسلحة تتبع لفصيل "لواء سمرقند" بالتعاون مع جهاز "الشرطة" التابع للفصيل، منازل المدنيين في بلدة جنديرس واعتقلوا ثلاثة مدنيين من بينهم رجل مسن يبلغ من العمر 53 عاماً.
وفي الثاني من شهر كانون الأول/ ديسمبر 2021، اعتقل عناصر يتبعون لفصيل "فرقة السلطان سليمان شاه" المدني رزكار عكاش بن فوزي من قرية "كاخرة/ ياخر" التابعة لناحية موباتا/ معبطلي بعد مداهمة منزله بالأسلحة الرشاشة والبنادق الروسية، بسبب اعتراضه على قيام مسلحي الفصيل بقطع أشجار حراجية على أطراف القرية.
وقامت دورية مشتركة لمسلحي الشرطة العسكرية والشرطة المدنية بمداهمة منزل إحدى العائلات في ناحية شيه /الشيخ حديد في السابع والعشرين من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، واعتقلوا المرأة نوال أنور النعسان التي تبلغ من العمر 25 عاماً وهي أم لثلاثة أطفال.
وفي 21 كانون الأول/ ديسمبر 2021، أقدم مسلحو "الأمن السياسي" على اقتحام قرية "مورته/ معراته" بريف مدينة عفرين المحتلة، واعتقلوا أربعة مدنيين بقوة السلاح وهم "علي إبراهيم بن محمد (26 عاماً) محمد أحمد أيوبي (27 عاماً)، هميار محمد قليج (27 عاماً) ودليار بطال بن بطال (27 عاماً)".
قطع الأشجار
وفي 26 كانون الأول/ ديسمبر 2021، اعتدت مجموعة مسلحة تابعة لفصيل "فرقة الحمزة" على أحد المزارعين في قرية "كيمار" وقطعوا عدد كبير من الأشجار المثمرة تقدر بنحو 1900 شجرة عائدة ملكيتها للمزارع الذي تم الاعتداء عليه.
وأفاد خالد المحمد ( وهو اسم مستعار لصحفي يقيم في ريف حلب الشمالي) لموقع ايزدينا، أنه تعرض للاعتداء والضرب من قبل عناصر فصيل "فرقة السلطان مراد" على معبر "أبو الزندين" قرب مدينة الباب بتاريخ 21 أيار/ مايو من العام الفائت 2021.
وأضاف المحمد أنه انتظر القافلة المؤلفة من ثلاث حافلات والتي نقلت مهجرين من قرية "أم باطنة" في القنيطرة، وبعد أن وصلت القافلة إلى المعبر منع عناصر "فرقة السلطان مراد" عبورها؛ ما أثار غضب المدنيين الذين كانوا متواجدين على المعبر لاستقبال المهجرين.
وتابع المحمد أنه التقط العديد من الصور والفيديوهات التي تظهر عناصر الفصيل وهم يمنعون دخول القافلة، وأن المدنيين حاولوا الضغط من أجل السماح بدخول القافلة التي منع دخولها بحجة عدم التنسيق مع الجانب التركي، حيث بدأ العناصر بإيقاف الصحفيين عن أداء عملهم، ثم اعتدوا على الصحفيين والمدنيين بالضرب لتفريق التجمع أمام المعبر.
الاعتداء على الصحفيين
وأضاف المحمد أنه تعرض للضرب المبرح من قبل عدد من العناصر وتمت مصادر كرت الكاميرا التي كانت بحوزته، إضافة إلى طرده بعيداً عن المعبر رفقة باقي الصحفيين، وأن العناصر رفضوا إعادة المعدات المصادرة وهددوا بإطلاق النار في حال عدم الاستجابة لأوامرهم بإخلاء المكان، حيث توقفت القافلة لمدة يومين ثم دخلت من جهة إدلب.
وأشار المحمد أنه لا يوجد احترام لحرية الصحافة والإعلام في جميع المناطق الخاضعة للفصائل الموالية لتركيا، وأن العديد من الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام تعرضوا خلال العام المنصرم لحالات اعتداء تضمن الاعتقال والاختطاف والضرب والمنع من ممارسة العمل الصحفي.
بدوره تحدث إبراهيم عز الدين وهو نازح من ريف حماة الشرقي، لموقع ايزدينا، عن تعرضه للتهديد بالاعتقال عندما نزح إلى ناحية شيه/ الشيخ حديد بريف عفرين المحتلة.
وقال عز الدين إنه نزح من منطقته منذ عام 2018 بسبب المعارك والقصف الجوي وتوجه إلى الشمال السوري رفقة عائلته المكونة من أربعة أطفال، وتنقل بين العديد من المناطق ثم استقر في ناحية شيه/ الشيخ حديد الواقعة تحت سيطرة فصيل "فرقة السلطان سليمان شاه".
وتابع عز الدين أنه اضطر في شهر آذار/ مارس من العام الفائت2021 إلى الخروج من ناحية شيه/ شيخ الحديد إلى أحد مخيمات منطقة "دير حسان" بريف إدلب الشمالي.
وعن سبب خروجه من ناحية شيه/ شيخ الحديد، أوضح عز الدين أنه استأجر منزل فيها بقيمة 70 دولار أمريكي حيث تواصل عبر أحد أقاربه مع منظمة "شفق" التي تكفلت له بإيجار المنزل، ولكن بعد فترة عاد صاحب المنزل ليطلب منه 100 دولار أمريكي.
تهديد المدنيين وإرهابهم
وأضاف عز الدين أنه وبعد رفضه دفع المبلغ حدث شجار بينه وبين الشخص الذي يستولي على المنزل والذي تبين أنه أحد أقرباء عناصر فصيل "فرقة السلطان سليمان شاه" فوصلته تهديدات بإخلاء المنزل أو اعتقاله.
وأشار عز الدين أنه وبسبب الخوف على عائلته من أي اعتداء من قبل عناصر الفصيل، فضَّل مغادرة المنطقة بشكل كامل والتوجه نحو مخيمات ريف إدلب الشمالي حيث يستقر فيها حالياً.
ووصف عز الدين ما يحدث في ناحية شيه/ الشيخ حديد بأنه أشبه بـ "غابة من الوحوش"، يحكمها السلاح والقتل والترهيب.
يذكر أن فصائل المعارضة المسلحة الموالية لقوات الاحتلال التركي تسيطر على أجزاء واسعة من ريف حلب الشمالي مثل مدن عفرين وجرابلس وإعزاز والباب والراعي، حيث تعرف هذه الفصائل بكثرة تجاوزاتها وانتهاكاتها بحق المدنيين، كما تشهد هذه المناطق فلتاناً أمنياً حيث تكثر حالات الاختطاف والاعتقال والسرقات والقتل والتفجيرات، فضلاً عن غياب الحريات والتضييق على المدنيين واتباع سياسة التغيير الديمغرافية ضمن المناطق الكردية.
التعليقات