نادر سليمان-عفرين/ ايزدينا
أقدم مجهولون منتصف شهر نيسان/ أبريل الفائت، على تدمير العشرات من القبور التابعة لأبناء الديانتين الإيزيدية والإسلامية في ريف عفرين المحتلة، إسوة بما كان يفعله تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأفاد فريق الرصد التابع لمؤسسة ايزدينا في عفرين أن المجهولين دمروا عشرات القبور في مقبرة قرية ترندة/ الظريفة 1 كم جنوبي مدينة عفرين المحتلة، والتي كان يقطنها أبناء الديانة الإيزيدية إلى جانب أبناء الديانة الإسلامية.
وأوضح الفريق أن المجهولين دمروا القبور التي تحوي على رسوم الشمس بشكل متقصد، وذلك لمعرفتهم أنّ هذه الإشارة تعود لقبور الإيزيديين.
وأضاف الفريق أن المقبرة تقع قرب قرية ترندة/ الظريفة، حيث يسيطر عليها مسلحو "جيش الإسلام" التابع لما يسمى "الجيش الوطني السوري"، كما تبعد المقبرة عن حاجز قرية ترندة/ الظريفة حوالي 100 متر فقط، والذي يتواجد فيه مسلحو "الشرطة العسكرية" ومسلحو "الشرطة المدنية" المُشكلة من قِبل قوات الاحتلال التركي.
ويتهم مدنيون إيزيديون مسلحي ما يعرف باسم "الجيش الوطني السوري" بالوقوف وراء تدمير قبور موتاهم وذلك لوجود فصائل إسلامية راديكالية ومسلحين من ذوي توجهات متشددة في المنطقة.
وأشار الفريق إلى أن تدمير القبور هو من فعل مسلحي ما يسمى "الجيش الوطني السوري" كون المقبرة تقع على مقربة من الحاجز المشترك لمسلحي "الشرطة العسكرية والشرطة المدنية"، إضافة لوجود العشرات من عوائل مسلحي "جيش الإسلام" الذي يسيطر على القرية والذي يعتنق أغلبهم أفكار دينية متشددة.
وكانت مؤسسة ايزدينا وثقت بالفيديو تدمير عشرات القبور في مقبرة قرية قيبار/ الهوى الإيزيدية كم شرقي عفرين المحتلة بتاريخ 14 نيسان/ أبريل 2021، حيث طال التدمير جميع الرموز الإيزيدية في المقبرة، وتم تدمير كافة المجسمات الموضوعة على القبور، مثل مجسم "قبة لالش"، إضافة للشواهد المكتوبة عليها لفظ "آزداهي".
وكان فريق الرصد التابع لمؤسسة ايزدينا في عفرين أكد وصول مجموعة سلفية في 21 آذار/ مارس 2021 إلى قرية قيبار/ الهوى، حيث تقصدت منازل المدنيين الإيزيديين وألقت عليهم محاضرات دينية بضرورة اعتناق الدين الإسلامي، والعدول عن "عبادة النار" بحسب وصفهم، وذلك بطرق مختلفة من الترغيب تارة والترهيب والوعيد تارة أخرى.
الجدير بالذكر أن مسلحي ما يسمى "الجيش الوطني السوري" عمدوا منذ احتلالهم منطقة عفرين إلى تدمير المزارات الدينية الإيزيدية، حيث تضم منطقة عفرين 19 مزاراً خاصاً بأبناء الديانة الإيزيدية؛ تعرض سبعة مزارات منها على الأقل للتدمير والنبش من قِبل مسلحي المعارضة السورية، إضافة لتدمير شواهد القبور.
التعليقات